الإعلامي والشاعر مشعل الفوازي مخاطباً ابنه يزيد بكل ما له صلة بالرقي ومكارم الأخلاق والشعر ونبل الفكر
يزيد يا نور عيني في دروب الظلام
لاحتاجت دروبي لوجهٍ صدوقٍ منير
يالطاهر اللي ما يشبه غير طهر الغمام
يالزاكي اللي ما يشبه غير فوح العبير
يالصاحب اللي يشد به الرجا والحزام
على اعتبار الكلام الصادق المستنير:
ولدك لا من كبر خاوه بكل احترام
وانا خاويتك قبل وقتك وتوك صغير
لو كنت من كثرة الاصحاب وسط الزحام
لكني اشوف مني فيك شي كثير
تعال يا بعْد راسي وسط صدري كلام
وفي العين دمعه لها بالقلب مجرى ومحير
متداعي الليلة وللحزن في احتدام
ولا فيه غيرك بطهر البوح هذا جدير
تعبت من كثر ما الوّح بسرب الحمام
للفرحة اللي ليا قربت منها تطير
تعبت من ضحكةٍ تقول حالي تمام
لو كنت في قبضة الهمّ المسيطر أسير
تعبت وانا أدفع الاصحاب نحو الامام
وافرح بما حققوا وابقى البعيد / الاخير
تعبت والصدر موقع طايشات السهام
اللي تعلم بها الاصحاب عقر البعير
ورغم التعب والتشظي واجتماع الآلام
نفس القناعات تمشي بي بنفس المسير
حتى على بعد خطوة شفت خمسين عام
واجهتها محبط وخالي يدين وكسير
ما في يدي من حطام الاشياء الا الحطام
بالله وش تجمع يدين العزيز / الفقير
يا صاحبي والتجارب مدرسة للانام
ومن مرّته ما حفظ للدرس ما فيه خير
الناس تنظر لك إنك فوق ذروة سنام
لا صرت لا طالبٍ حاجة ولا مستجير
ولا صرت بعيونهم شامخ وعالي مقام
لا تحدك الحاجة وترخص مقام كبير
غناة نفسك عن اللي في يديهم وسام
لو حاجتك تشبه لحاجة عيون الضرير
ويدٍ ما تمتد بالذلة ودرب الملام
فراغها يرجح بحمل الذهب والحرير
ومن كان في داخله يعيش بأمن وسلام
ما ينشد أهل المظاهر عن طويل وقصير
وش يفرق اللي تقلب فوق ريش النعام
واللي يجمّع عظامه فوق كومة حصير
الفرق بوسادة تضمن لذيذ المنام
لا صار ما تحت راسك غير راحة ضمير
تدري وش اكبر ما يثر في نفوس الكرام
طيحة عظيم المبادئ عند شخص حقير
وتدري وش أكبرما تطمح له نفوس اللئام
جلب الذمم والضماير في المزاد المثير
ما عاد - يا بعْد راسي - وسط صدري كلام
إلا قليل لقفله في فؤداي صرير
من دونه الشعر يا قف عند مسك الختام
من شان ما تثقل حمولك وتوك صغير