ما هي إلا أيام ويفتتح المهرجان الوطني للتراث والثقافة التاسع والعشرون بالجنادرية كمناسبة تاريخية ثقافية يهدف الاهتمام بالثقافة والتقاليد والقيم العربية الأصيلة، حيث تشرع أبوابه للزائرين من عشاق التراث والماضي العريق بعرض فعالياته التي يقدّمها سنوياً، حيث يزداد الزوار عاماً بعد آخر بعدد يفوق الستة الملايين زائر أو أكثر حسب إحصاءات رسمية ومؤكّدة وهذا يعد نجاحاً وإنجازاً يسجّل لهذا المهرجان العريق وللقائمين عليه ويدل على أنه حقق الأهداف المنشودة من إقامته من نشر الثقافة والتراث لكل منطقة من المناطق والحث على الاهتمام بالتراث الشعبي ورعايته وصقله وحفظه من الاندثار وتشجيع اكتشاف التراث وبالورثة بالصياغة وتوظيفه في أعمال أدبية وفنية هادفة وإيجاد صيغة للتقارب بين الموروث الشعبي وبين الإنجازات الحضارية التي تعيشها البلاد في مشهد جميل يتلاحم فيه الماضي بالحاضر المزدهر بالأمل وهو ثمرة جهود كبرى وعمل ومثابرة تقوم بها اللجنة العليا المشرفة على المهرجان بوزارة الحرس الوطني.
وفي هذا المهرجان يلتقي نخبة من كبار الأدباء والمفكرين وأصحاب الرأي والكتّاب والشعراء من داخل وخارج البلاد وكافة أنحاء العالم العربي والإسلامي للمشاركة بما لديهم من ندوات فكرية وأمسيات شعرية وآراء وأفكار وآداب ليستفيد الزائر من التعرّف على الموروثات التي خلفها تراث الأجداد وكاد يطويها النسيان بفعل النقلة الحضارية التي يعيشها المجتمع والطفرة الاقتصادية والتنموية التي مر بها إلى أن جاء هذا المهرجان واحتضنها في حشد سنوي متجدد من قبل كافة القطاعات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني وأفراده وعرض كافة الأنشطة والحرف والصناعات اليدوية القديمة وإحياء الألعاب الشعبية القديمة من سباق للهجن والألعاب الشعبية وعروض الفروسية في مشهد بانورامي جميل على أرض الواقع.
وبما أن زوار الجنادرية يزداد عدهم عاماً بعد آخر فيفضل وضع حافلات خاصة بالمهرجان موزعة على عدة أحياء في الرياض ولا بأس أن تكون بأسعار رمزية وهذه الفكرة ستؤدي بالتأكيد إلى تخفيف الازدحام المروري بالمهرجان وتشجع الناس على زيارة المهرجان وتريحهم من عناء الطريق ومعاناة بعد المواقف وكذلك وضع قطار مصغَّر للتجول بين أجنحة المهرجان لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، كما أن الحاجة باتت ماسة لوضع خرائط لتحديد مواقع المناطق واتجاهاتها ووضع ستاندات أمام كل بوابة من بوابات المهرجان على شكل كروكي مصغَّر ومنشورات للتعريف بالمهرجان وتكثيف المرشدين للتعريف بكل منطقة من حيث تاريخها ومعالمها الجغرافية كما نتمنى على القائمين على هذا المهرجان ومن أجل الحفاظ على الذوق العام والمظهر اللائق بالمهرجان التأكيد على منع الملابس غير اللائقة مثل قميص النوم واللباس غير النظيف.
وأخيراً يظل مهرجان الجنادرية من أهم وأنجح المهرجانات على مستوى الوطن وربما الخليج العربي كونه ربط الموروث الشعبي مع الثقافة العامة من خلال إحياء التراث الشعبي الذي كاد يطويه النسيان والحضارة، وشكراً للقائمين على هذا المهرجان ومن نجاح إلى آخر.