(الصُباخ) ضاحية زراعية قديمة وتعد من المراكز التابعة لبريدة تبعد عن بريدة (4) كيلومترات جنوباً، وهي ذات مزارع ونخل كثير، وإحدى مزارعها تسمى العروس وكنت قد سألت والدي (رحمه الله) عن سبب تسميتها بهذا الاسم فقال: كان في تلك المزرعة فلاح رقيق الحال، وكان يسقي نخله وزرعه بواسطة السواني (حيث يرفع الماء من البئر بواسطة الدلاء التي تسحبها الثيران أو الجمال)، شأنه في ذلك شأن الكثير من المزارعين آنذاك، وكانت لذلك الفلاح ابنة بلغت مبلغ النساء، فتقدَّم لخطبتها أحد الشباب من أبناء البلد، فما كان من الفلاح الكادح إلا أن أمسك بيد الشاب (الخاطب) وأوقفه على شفير القليب (البئر) وقال له باللهجة الدارجة: (شف يا وليدي، متى ما ركبت المكينة على هالقليب، وصب الماء فابشر بالبنت).
انطلق الشاب لا يلوي على شيء، وبدأ (يجمع حاله) وبعد مدة ليست بالطويلة، أحضر الماكينة (ربما من إحدى المدن الكبيرة) وبعد أيام من التركيب والترتيب (قام بها المهندسون والعمال) اشتغلت الماكينة ورفعت الماء من القليب، وصب الماء في (الحابوط) ليجري عبر السواقي إلى نخيل المزرعة وزروعها.
وعلى صوت (إشكمان) الماكينة المتقطع (الذي يشبه نباح الكلاب) تجمع مزارعو الصباخ لتهنئة الفلاح بالماكينة الجديدة، وتهنئة الشاب بالفتاة (العروس) ومن حينها سميت المزرعة بهذا الاسم.
الجدير بالذكر أن العروس (المزرعة) لا تزال قائمة بنخيلها الباسق المنتج.