شكلت قضية المعتقلين السوريين في سجون النظام في دمشق محور المفاوضات في الجلسة الرابعة أمس الأحد بين وفدي السلطة والمعارضة السورية في جنيف 2، التي رافقها استفزازات من قبل رئيس وفد السلطة بشار الجعفري ما أغضب المبعوث الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي، وطالبه أكثر من مرة أن يكون اكثر (اتزاناً) .
وفي ثاني يوم من جلسات التفاوض ضمن جنيف 2 باشر الخصمان جلسات منفصلة للانتقال إلى الشق السياسي، وبحثا بحضور الإبراهيمي في قضية عشرات آلاف المعتقلين والمفقودين في سورية. وأكد الإبراهيمي في مؤتمر صحافي في ختام الجلسة التي دامت ساعتين أن النظام السوري سمح للنساء والأطفال المحاصرين منذ اشهر بحمص (وسط) وتحديداً في مدينتها القديمة بمغادرة هذه المدينة وقال: إن (الحكومة السورية أبلغتنا أن النساء والأطفال يستطيعون المغادرة فوراً)، مضيفاً هناك أمل انه اعتباراً من اليوم يستطيع النساء والأطفال مغادرة حمص القديمة) . واضاف (نأمل في أن تدخل قوافل (المساعدات الإنسانية) اليوم الاثنين إلى حمص موضحاً (قلت إن الجماعات المسلحة «مقاتلو المعارضة» في مدينة حمص أبلغتنا وقالت لأطراف آخرين إنها لن تعترض القوافل) .
ولاحقاً أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في مؤتمر صحافي منفصل الاتفاق المذكور وقال: (كنت معنياً مباشرة في العامين الأخيرين بعملية إخراج النساء والأطفال. لكن المجموعات المسلحة منعتنا ولم تسمح لأي شخص بأن يغادر) . وأضاف المقداد (إن الحكومة ستسمح للنساء والأطفال بمغادرة حمص المحاصرة على الفور إذا فتح مقاتلو المعارضة الطريق لهم. وأضاف.. ليس ذلك فقط وانما سنمدهم بالمأوى والأدوية وكل ما يلزم. واضاف (نحن مستعدون للسماح بأي مساعدة إنسانية للدخول إلى المدينة من خلال الاتفاقات والترتيبات مع الأمم المتحدة. وقال المقداد أيضاً إن الصور التي نشرتها صحيفة جارديان البريطانية الأسبوع الماضي لجثث حوالي 11 ألف شخص قيل إن قوات الحكومة عذبتهم أثناء الاحتجاز هي صور ملفقة (تماماً) .
وكان وفد المعارضة برئاسة هادي البحرة قد قدم خلال جلسة أمس للإبراهيمي قوائم بالأسماء لآلاف السوريين المعتقلين لدى نظام الأسد لا سيما قوائم النساء والأطفال التي لها الأولوية بحسب مصادر واسعة الاطلاع في المعارضة. بدوره أكد المعارض أحمد رمضان (أن القوائم تتعلق بآلاف المعتقلين بينهم 1300 طفل قال عنهم الجعفري أمس انهم إرهابيون وكانوا يتجسسون على الجيش النظامي السوري) . واضاف رمضان أن (من قوائم المعتقلين نحو ألف من النساء ومن الغريب أن يطالب وفد النظام مبادلة معتقليه العسكريين لدى الجيش السوري الحر بالمعتقلين السوريين المدنيين كما فعل الجعفري خلال جلسة أمس الصباحية).
وكانت جلسة مفاوضات أمس قد بدأت بحسب السياسي المعارض السوري أحمد رمضان بطريقة استفزازية من قبل رئيس وفد السلطة بشار الجعفري تجاه وفد المعارضة؛ ما أغضب الإبراهيمي الذي طالبه أكثر من مرة أن يكون اكثر (اتزاناً) . وأضاف رمضان لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) أن الجعفري خاطب وفد المعارضة بطريقة استفزازية كقوله من (انتم ومن تمثلون) (نحن الحكومة الشرعية ونحن نمثل الشعب السوري ونؤثر في الأرض) . وتابع (بدا النظام في الجلسة الصباحية أمس متوتراً بعض الشيء ومتشدداً في موضوع دخول مساعدات إنسانية لمدينة حمص متحججاً بوجود مسلحين في بعض الأحياء وأن ذلك يشكل خطراً على قوافل المساعدات، إلا أن المعارضة ردت بالقول إنها تضمن ذلك أمام الإبراهيمي) . إلا أن الإبراهيمي أبدى (سروره) بكيفية حصول المفاوضات في جنيف حول النزاع السوري مشيداً بـ(الاحترام المتبادل) الذي يظهره وفدا النظام والمعارضة. وقال الإبراهيمي (في الواقع أنا مسرور لأن هناك عموماً احتراماً متبادلاً ولان (المفاوضين) يدركون أن هذه المحاولة «المفاوضات» مهمة ويجب أن تستمر) .