أعلن مجلس محافظة الأنبار أن الفلوجة باتت «مدينة منكوبة»، والجيش العراقي والحكومة الاتحادية يتحملان مسؤولية مقتل وجرح العشرات. وقال رئيس المجلس صباح كرحوت في تصريحات صحفية له إن «الفلوجة أصبحت مدينة منكوبة بسبب نزوح نحو 250 ألف عائلة منها بفعل القصف العشوائي». وأضاف كرحوت بأن «الحكومة المركزية ووزارة الدفاع مسؤولتان عن مقتل وجرح العشرات من المدنيين العزل نتيجة القصف العشوائي الذي يطول المنازل. وحجم من وقت انتهاء الأزمة في الفلوجة قائلاً إن «هناك مباحثات وقد تسفر عن نتائج إيجابية في الساعات القادمة لإنهاء الأزمة وعودة النازحين مع شيوخ العشائر وعلماء الدين». وتعيد هذه الحوادث إلى الأذهان عمليات الإعدام الجماعي والنحر الذي كان يقوم به مسلحو القاعدة تحت إطار المحاكم الشرعية التي شُكّلت في المدينة القبلية المحافظة بعد سنوات قليلة من إسقاط نظام الرئيس السابق صدام حسين. ومنذ أسابيع تستهدف قوات الجيش العراقية المدينة بالقذائف، وتقول إنها تقصف معاقل «داعش»، لكن المسؤولين الصحيين يؤكدون أن الضحايا الذين يسقطون يومياً هم من السكان المدنيين. فيما أفادت مصادر مسؤولة في محافظة الأنبار بتجدد الاشتباكات في مدينتي الرمادي والفلوجة بشكل «عنيف»، مبينة أن 17 شخصاً أُصيبوا بجروح من جرائها. وأعلنت قيادة عمليات محافظة الأنبار السبت مقتل 20 عنصراً من تنظيم «داعش» في البو فراج شمال مدينة الرمادي. وقبل ذلك قال قائد الفرقة الذهبية فاضل برواري إن قواته، بالتعاون مع الجيش، كبدت التنظيم خسائر كبيرة في عملية أمنية بالمحافظة. من جهته، أكد ائتلاف الوطنية الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق إياد علاوي السبت وقوفه إلى جانب الجيش العراقي في حربه ضد «الإرهاب» داعياً الحكومة إلى الالتزام بست نقاط. ويأتي بيان القائمة الوطنية بعدما دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي القوى السياسية إلى بيان موقفها من الحملة العسكرية التي يشنها الجيش العراقي ضد تنظيم القاعدة و»داعش» في صحاري ومدن محافظة الأنبار. وقال ائتلاف الوطنية في بيان صدر عنه إن «الإرهاب ضرب أطنابه في العراق عبر السنوات الثماني الماضية؛ بسبب غياب الدولة ومؤسساتها الناجزة ورفضها المصالحة الوطنية وإصرارها على التهميش والإقصاء وخروقاتها الدستورية المتكررة، وكذلك للخروقات المروعة لحقوق الإنسان ومحاربة ما يسمى بشركاء العملية السياسية؛ ما خلق مناخات حاضنة للرهاب والإرهابيين من أعداء شعب العراق، الذي دفع بالدم نتيجة هذه السياسات. ودعا البيان الحكومة إلى «التمييز بين الإرهاب والإرهابيين الذين ينبغي تعبئة الجماهير لمحاربتهم والقضاء عليهم من جهة، والمواطنين الأبرياء والعشائر الكريمة من جهة أخرى». وحث على «تعويض المهاجرين واللاجئين، وإيجاد المأوى الكريم لهم، وتعويض الأبرياء والمتضررين من العمليات العسكرية، وإعادة بناء ما تهدم، وإطلاق سراح الأبرياء فوراً». كما دعا ائتلاف علاوي إلى «تشكيل لجنة تحقيق من مجلس النواب للاطلاع على ما حصل وما يحصل، تمثل مختلف الكتل، واستجواب من ترى في ذلك ضرورة، وألا تكون جهة واحدة سياسية على اطلاع فقط بمجريات الأحداث كما يحصل.
أمنياً، أفادت وزارة الداخلية العراقية بأن مدير مكتب محافظ بغداد علي التميمي قُتل بانفجار عبوة لاصقة كانت مثبتة في سيارته بمنطقة زيونة وسط بغداد. وانفجرت عبوة لاصقة كانت موضوعة داخل سيارة مدنية، تعود إلى مدير مكتب محافظ بغداد علي التميمي مساء السبت، لدى مروره بمنطقة زيونة وسط بغداد؛ ما أسفر عن مقتله في الحال، وإلحاق أضرار مادية بالسيارة. كما شهدت مدينة بغداد مقتل وإصابة ثلاثة من عناصر الجيش العراقي بانفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم غربي بغداد.