كندا - محمد العيدروس:
رعى معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري مساء أمس حفل التخرج لخريجي الدفعة الرابعة من برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بكندا، وذلك بمركز المؤتمرات بالعاصمة الكندية أوتاوا في قاعة المؤتمرات (Ottawa Convention Center).
وخاطب الدكتور العنقري المبتعثين قائلاً: «في هذا اليوم المبارك، الذي تتلاحق فيه دقات قلوبكم استشعاراً بالسعادة، وتزدان فيه وجوهكم فرحاً بالنجاح الذي تحقق حصاداً لثمار جهودكم التي دامت أعواماً، يسرُّني أن أعيد ما قلته مراراً لزملائكم في أعوام سابقة: إنكم بنجاحكم هذا قد أكدتم أهمية تجربة الابتعاث إلى الخارج، التي بدأت لأول مرة منذ 90 عاماً (1346هـ - 1927م) في بلادنا الحبيبة، المملكة العربية السعودية، بقيادة حكيمة، أدركت منذ تأسيسها على أيدي المغفور لهم بإذن الله الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود وأبنائه البررة أن التطور والتنمية الحقيقية للوطن إنما يأتيان أولاً بالاستثمار الحقيقي في تطوير وبناء العقول والكوادر البشرية المؤهلة من أبناء وبنات الوطن للإسهام في نجاح دعم حركة نموه وازدهاره في جميع جوانبها، ولتصبح بلادنا في مصاف الدول المتقدمة على المستويَيْن الإقليمي والعالمي».
وأشار الدكتور العنقري إلى أن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، ومنذ انطلاقته الأولى عام 1426هـ، تضاعفت أعداد المبتعثين السعوديين المستفيدين منه من 5000 مبتعث إلى أمريكا في ذلك العام لتصل إلى ما يتجاوز 150 ألف مبتعث ومبتعثة موزعين على أكثر من 30 دولة، لنيل الدرجات العلمية من أرقى الجامعات العالمية في جميع المجالات والتخصصات العلمية والصحية والطبية والهندسية التي يتطلبها سوق العمل في مشاريع التنمية الفكرية والعلمية والاقتصادية في المملكة العربية السعودية. وقد تخرج من هذا البرنامج حتى الآن نحو 55 ألف طالب وطالبة.
ولفت الدكتور العنقري إلى أنه، إضافة إلى أهمية برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود للابتعاث الخارجي لابتعاث الكفاءات السعودية المؤهلة للدراسة في أفضل الجامعات في مختلف دول العالم، وإيجاد مستوى عال من المعايير الأكاديمية والمهنية وبناء كوادر سعودية مؤهلة ومحترفة، فإن البرنامج يقوم بتأكيد صدق مبادرات المملكة العربية السعودية، ممثلة في قائد مسيرتها، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- حول أهمية إرساء مبادئ الحوار البناء بين الثقافات والحضارات العالمية، وتأكيد جدية المملكة في دعوتها وتوجهها للانفتاح على الآخرين وتوصيل ما تحمله المملكة من رسالة حب وصداقة وسلام عن طريق التواصل العلمي.وأشار وزير التعليم العالي إلى اهتمام أولي الأمر بالتعليم عموماً، وبالتعليم العالي خصوصاً، وما يولونه من اهتمام وعناية وافية. ومن أوجه ذلك ما رُصد للتعليم من ميزانية هذا العام (1435-1436هـ)، الذي يجسد إدراك القيادة الحكيمة لأهمية هذا القطاع المهم؛ إذ خصص له (210 مليارات ريال)، بنسبة 25 في المئة من مجموع ميزانية الدولة، وما خصص للتعليم العالي 10 % من إجمالي ميزانية الدولة لهذا العام.
من جانبه أشار سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين بكندا نايف بن بندر السديري إلى ما شهده عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز من إنجازات، مثلت شاهداً ومثالاً قائماً أمام مرأى العالم أجمع على ما تؤمن به المملكة من قيم ومبادئ سامية، ودليلاً قاطعاً على عظمة هذا القائد الفذ، ورعايته للعلم والمعرفة، وسعيه المتواصل إلى رفع راية الوطن خفاقة عالية.
وأضاف السفير بأن تلك الرؤية تعكس إيمان القائد بأن الصرح لن يشتد عوده ولن يرسو أساسه إلا ببناء الإنسان، ابن الوطن المخلص الصالح القادر على تفعيل الآليات واستغلال الموارد بما يعود على الوطن بالخير والمنفعة، مشيراً إلى أن هذا الإيمان هو الدافع الرئيسي لمشروع الابتعاث الطموح الذي خلق البيئة المثلى للآلاف؛ ليكونوا أعضاء فاعلين في مسيرة النهضة والتقدم.
من جهته خاطب الملحق الثقافي الدكتور علي بن محمد البشري الطلبة الخريجين في كلمة خلال الحفل، قال فيها: «لقد وقفت أمامكم العام الماضي، ورأيت من واجبي أن نجعل الممشى في مسيرة التخرج ممكناً لكل مبتعث ومبتعثة، وهو ما تحقق بتضافر جهود الوزارة والسفارة والملحقية؛ إذ استطعنا الاحتفال بألف خريج هذه الليلة». وأشاد البشري بالطلبة الخريجين لتحملهم المسؤولية، وتمثيلهم بلدهم خير تمثيل، وتعاونهم مع الملحقية.وأضاف بقوله: «الشكر لله سبحانه وتعالى الذي جمعنا هذه الليلة، أبناء بلد واحد تحت راية واحدة، نحتفل بالعلم وأهله، والشكر لخادم الحرمين الشريفين على دعمه اللا محدود للمبتعثين والمبتعثات حول العالم، والشكر لولي العهد، والنائب الثاني».
إلى ذلك، ألقى مدير جامعة دلهاوسي كلمة ضيف الشرف خلال الحفل، أشاد فيها بتجربة المبتعثين في الدراسة في كندا، وتحملهم المسؤولية، وحثهم على مواجهة الصعوبات والعقبات، ووضع أهداف لتحقيقها خلال مستقبلهم.
فيما ألقى الطالب سعد بن سعيد الأسمري كلمة الخريجين، وجّه فيها رسائل الشكر والتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين رائد برنامج الابتعاث، وإلى وزارة التعليم العالي، والسفارة السعودية في كندا، والملحقية الثقافية بكندا، وإلى الآباء والأمهات الذين كانوا الداعم الحقيقي في مسيرة الطلاب الدراسية.