إذا كان الخلل الناتج عن تطرُّف وشذوذ الفكر يتطلّب توفير أجهزة تحمي أمننا الفكري ( وأهمها على الإطلاق تقديم تعليم عالي الجودة والنوعية يخاطب العقل ويحترمه ويوصل الفرد إلى أقصى طاقاته الكامنة)، فإنه بالمقابل نقول إنّ الخلل الناتج اليوم عن الاندفاع المحموم والمسعور نحو الحصول على الشهادات العليا بأي طرق وبأي ثمن أبرز بوضوح أهمية حاجتنا إلى جدار حماية (Firewall) يقي وطننا وتعليمنا من أرباع وأعشار المتعلمين القادمين إلينا من جهات الدنيا الأربع (ولنا هنا تجربة مريرة سابقة)، وهذا الجهاز قائم حالياً بفضل الله، وهو جهاز يعمل بطاقة نوعية هائلة، مستفيداً من الخبرات الأكاديمية والمهنية التي يزخر بها الوطن، إنه جهاز الإدارة العامة لمعادلة الشهادات الجامعية (الموجود حتى الآن في وزارة التعليم العالي).
لو قدر لك أن تتأمّل في المعايير والآليات التي تلتزم بها إدارة المعادلات عندما تكون بصدد معادلة شهادة جامعية، لما ملكت إلا أن تقف احتراماً لهم رافعاً (عقالك).
أنا أعلم أنّ هناك العديد من الشهادات التي لم تعبر معايير إدارة المعادلات لأسباب كثيرة، قد يكون من بينها أنّ الجامعة المانحة للشهادة هي جامعة (أي كلام)، أو أن الطالب لم يكن منظماً ومتفرغاً لدراسته (من واقع بيانات دخوله وخروجه للمملكة)، أو أنّ الطالب تطرّف في تمتعه بنعمة التعلُّم عن بُعد إلى حد حصوله على أعلى الدرجات (وهو يتسدح في شقته أو في المملكة).
بقي أن أقول إنّ إدارة المعادلات قد تستبعد بعض الجامعات من قائمتها عندما يلحظ خبراؤها تكرر بعض ممارساتها السلبية.