بعد أن استعاد الفريق الكاتالوني عافيته بعودة النجم الأرجنتيني المبدع ليونيل ميسي الذي تماثل للشفاء بشكل مطمئن لعشاقه ومحبيه، أدخل الرئيس ساندرو روسيل فريقه الكاتالوني نفقاً مظلماً قد يفقد خلاله الفريق الكثير من طموحاته وأهدافه التي يسعى بقوة لتحقيقها في الموسم الحالي، وذلك مع ظهور قضية العقود الوهمية التي رافقت صفقة شراء اللاعب البرازيلي نيمار من نادي سانتوس البرازيلي التي أعلن برشلونة وقتها أن الصفقة بلغت قيمتها مبلغ وقدره (57) مليونا و100 ألف يورو دفعت حسب التفاصيل الآتية: 17 مليونا و100 ألف يورو لنادي سانتوس، و40 مليون يورو لشركة (إند آند إن) المالكة للنسبة الأكبر من عقد اللاعب.
وجاء التقرير الذي نشرته صحيفة الموندو الإسبانية ليسكب الزيت على النار عندما ذكر أن هناك مبالغ إضافية في صفقة المهاجم البرازيلي الدولي التي لم يتم الإعلان عنها تتمثل في 10 ملايين يورو مكافآة تعاقد مع نيمار لنادي سانتوس، و2.6 مليون يورو كمصاريف ضمان التعاقد و»مصاريف أخرى»، بالإضافة إلى سبعة ملايين و900 ألف يورو اعترفت بها إدارة الفريق الكاتالوني مؤخراً دفعت للحصول على أحقية شراء ثلاثة لاعبين من سانتوس مستقبلاً، بالإضافة إلى تسعة ملايين يورو لإقامة مباراتين وديتين.
وفقاً للتقارير الإخبارية بخصوص القضية التي لم تثبت صحتها حتى الآن فإن والد نيمار سيحصل على 8.5 مليون يورو لأغراض أخرى لم يتم استبيانها و2 يورو أيضاً للبحث عن مواهب جديدة في سانتوس و4 ملايين يورو أخرى للبحث عن عقود دعائية للنادي ومليونين ونصف مليون يورو مخصصة لمؤسسات تساعد الأطفال المحتاجين بالبرازيل.
نشأت الدعوة القضائية من داخل أروقة النادي الكاتالوني بالتحديد من قبل عضو برشلونة السيد خوردي كاسيس الذي يحاول منذ فترة إثبات تلاعب روسيل وعدم أهليته للثقة الممنوحة له، وفي حال ثبوت الأرقام المذكورة في التقارير الصحفية فإن صفقة نيمار على مدار خمس سنوات ستكلف خزائن برشلونة مبلغ يفوق 95 مليون يورو (حسب ما نشرت صحيفة الموندو)، وهو مبلغ مقارب للمبلغ الذي دفعه ريال مدريد في نجمه الويلزي جاريث بيل وسط تصريحات سلبية سابقة وانتقادات لاذعة من قبل بعض مسؤولي النادي الكاتلوني لمسؤولي النادي الملكي وسياستهم المالية السيئة التي لا تعود لخزائن الفريق بأية أرباح.
ما يثير القلق داخل أروقة الفريق الكاتلوني هو العقوبات التي قد تترتب على الفساد المالي الذي ظهر بعد إبرام صفقة شراء نيمار.
وتكهنت بعض التقارير الصحفية بقسوة العقوبات التي قد تصل لخصم (22) نقطة من رصيد النادي في بطولة الدوري، وحرمانه من المشاركة في دوري أبطال أوروبا لمدة موسمين (حسب ما ذكر موقع جينيس فوتبول).
أعتقد أن تلك العقوبات المنشورة خلال بعض وسائل الإعلام مبالغ بها بشكل كبيرة نظراً لأن المعلومات التي أظهرها النادي خلال الصيف الماضي كانت تقريبية ولم تفصح عن المبالغ المستقبلية التي سيدفعها الفريق الكاتالوني على مدى الخمسة أعوام المقبلة مما يصعب تثبيت العقوبة بالصورة التي ذكرت، ولكن العقوبة ستطال الرئيس روسيل من داخل النادي دون أدنى شك في حال ثبوت تلك التقارير، خاصة بعد أن طالب الرئيس السابق جوان لابورتا نظيره الحالي ساندرو روسيل بتقديم تفسير منطقي حول ما يثار حالياً عن صفقة شراء نيمار قبل الذهاب للمحكمة التي قبلت النظر في الدعوة المقدمة من أحد أعضاء نادي برشلونة حسب ما أوضح القاضي بابلو روث لوسائل الإعلام يوم الأربعاء الماضي حول وجود عقود وهمية.
أرض خصبة وجدها الإعلام لزراعة الإشاعات ونشر التقارير التي من شأنها أن ترفع أسهمه وتزيد مبيعاته نظراً لإقبال أنصار وعشاق اللعبة لمتابعة أحداث القضية، تلك القضية التي قد تشتت أذهان اللاعبين ومدربهم عن التركيز على المرحلة المهمة المقبلة في مشوار الفريق نحو الحفاظ على لقبه، والمنافسة في دوري أبطال أوروبا وكأس إسبانيا.