تعقيباً على ما تقوم به هيئة السياحة والآثار من منجزات سياحية أقول إن الرياض قلب المملكة العربية السعودية النابض لؤلؤة الصحراء عزيزة على قلوبنا وتكتنف حوالي 6 ملايين نسمة مواطن ووافد، وبفضل الله ثم بفضل سياسة الدولة ساد الاستقرار السياسي لبلادنا وصارت الحصن المنيع لكل عربي جارت عليه ظروف بلاده. والرياض في وقتنا الحاضر تعتبر من أكبر العواصم العالمية وامتداد العمران فيها يفوق الخيال كما أن تعداد سكانها في تنام مستمر، ولا يخفى على سمو أمير منطقة الرياض وسمو نائبه أنه في وقت الصيف عندما تتجاوز درجات الحرارة 50 درجة وما يمر خلال تلك الأوقات الحرجة من الملوثات السامة التي تنتج عن تنقل المركبات في شوارع العاصمة وأحياناً تكتسح موجات الغبار كل الأجواء مما يؤثّر بشكل مباشر على مرضى الحساسية والربو، ولأهمية بذل الغالي والنفيس من أجل عاصمة بلادنا أقترح تبني فكرة الأديب السعودي الشيخ عبدالله بن محمد بن خميس - رحمه الله- الذي اقترح أن تنشأ بحيرة شمال الرياض ويحدد موقعها جنوب المجمعة وبالإمكان دراسة جدوى المشروع عن طريق الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض ومما لا شك فيه أن وجود تلك البحيرة سيساهم في تخفيف وطأة سخونة الأجواء ويلطف الجو في العاصمة وسيؤثّر إيجاباً في التقليل في موجات الغبار وخصوصاً أنه قد اعتمد منطقة صناعية جنوب سدير يعني زيادة الطين بلة لأن المصانع التي سيتم إنشاؤها في سدير ستضيف العوادم على العوادم التي تعاني منها العاصمة والسبب في ذلك لأن مهب الرياح دائماً من الشمال للجنوب مما يحتم تلمس أفضل السبل لفك اختناق العاصمة من الملوثات وتكون فكرة البحيرة كما يلي:
أ - يكون امتداد البحيرة من الشرق إلى الغرب بطول 40كم وعرض 5كم.
ب - تجلب لها المياه من الخليج العربي عن طريق أنابيب وستساهم مياه الأمطار في ملء تلك البحيرة.
ج - يطرح ذلك المشروع في منافسة عالمية على غرار ما عمل لمشروع قطارات الرياض على أن يمكن من يرسى عليه مشروعها من استغلال منافعها تجارياً بحيث تكون بلاجات البحيرة منطقة استثمارية للمقاول لمدة تحددها الجهة المشرفة على المشروع والتوزيع الهندسي للموقع سيعطي إمكانية إنشاء مواقع الترفيه من ملاعب الأطفال إلى الفنادق ودور السكن والمنتجعات والمقاهي والمطاعم وستساهم تلك البحيرة الحلم إذا تحققت على الواقع في تنشيط السياحة الداخلية وستكون أيضاً معلماً ترفيهياً فريداً من نوعه لأنها ستمكن هواة سباق المراكب من ممارسة تلك الرياضة البحرية الجذابة.
سمو أمير الرياض لثقتي بأنك أنت وسمو نائبك تعملان الليل مع النهار في سبيل إخراج الرياض بمظهر يليق بمكانتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية تجرأت على طرح هذه الفكرة أمام أنظار سموكما وأنا متأكد إن شاء الله بأنها ستكون لمسة حضارية سيسجلها لكما التاريخ بأحرف من نور بالإضافة إلى أنها ستكون معلماً مميزاً وستكون واحدة من رموز العاصمة محط فخر الأهالي، أمنيتي أن يتحقق حلم تنفيذ تلك البحيرة على أرض الواقع لأن الشيء المفرح والمشجع في نفس الوقت أن دولتنا ولله الحمد تنعم بمتانة الاقتصاد وتبذل الغالي والنفيس في سبيل إسعاد مواطنيها، قبل أن أختم هذا الطرح أود أن أقول إن مدينة بحجم مدينة الرياض بحاجة ماسة لمثل تلك المشاريع المفيدة خصوصاً أن حدائق الملك عبدالله الواقعة على طريق الحجاز والتي تبرع بها حفظه الله لأهالي الرياض لا تزال صحراء جرداء بالرغم من محاولات الأمانة الجادة من الإسراع في إنجازها وهي الآن مصدر للغبار الذي ترفعه الأعاصير لتغطي به منطقة الدخل المحدود بين الحين والآخر بالرغم من أن فكرة المشروع قد مضى عليها أكثر من ست سنوات. هذه الفكرة مطروحة أمام هيئة السياحة وإمارة منطقة الرياض بقيادة الأمير خالد بن بندر وسمو نائبه تركي بن عبدالله لتنفيذ هذه الأمنية في المستقبل القريب.
والله الموفق.