لمى طفلة بريئة خرجت في نزهة مع أهلها، وكعادة الأطفال ذهبت لتلعب وتستكشف المكان المحيط بها، ولم يدر في خلدها أن شراك الموت تتربص بها لتفقدها طفولتها الغضة، وهكذا وقعت في بئر الموت ليحتضنها في صمت مطبق؛ حيث بحث عنها والدها هنا وهناك، وتساءل بألم أين صغيرته التي كانت من قبل تملأ المكان بهجة وسرورا؟ أسقط في يده فجدّ في البحث عنها لكنه لم يعد يسمع لها صوتا، فاستنجد بالدفاع المدني الذي لم يكن مهيأ للتعامل مع مثل تلك الحوادث بالسرعة المطلوبة، ولم يكن يستشعر الخطر المحدق بوجود مثل تلك الآبار المكشوفة، مع أن حوادث مماثلة قد حدثت من قبل ولم يحسن التعامل معها، وكان من الأولى المسارعة إلى تدريب كوادره وجلب المعدات اللازمة للتعامل مع مثل تلك الحوادث، لكن عملية التسويف في اتخاذ القرار أجلت كل ذلك إلى أن حدثت «كارثة لمى»..
وهكذا نحن لا نصحو إلا متأخرين مما جعل التعامل مع حادثة لمى يسير ببطء، فعلى الرغم من مضي أكثر من أسبوعين لم نسمع ما يطمئن الجميع على نجاح محاولات العثور على تلك الطفلة البريئة، وحتى لا تتكرر مأساة لمى من جديد فلا بد للدفاع المدني من تطوير خبراته وتدريب كوادره وجلب المعدات اللازمة للتعامل مع مثل تلك الحالات بالسرعة المطلوبة، كما أنه لا بد من تضافر جميع الجهود من المؤسسات والمصالح الحكومية لتضييق الخناق على شراك الموت - تلك الآبار المهملة - وحصرها واتخاذ اللازم حيالها حتى لا نفقد المزيد من الضحايا، والله الموفق.