قابلت حاجا بريطانيا عائدا للتو من موسم الحج، فبادرني انه لم يكن يتخيل ان المملكة بهذا التطور ويكاد يطير فرحا بما شاهده من إعمار وتنمية حول الحرمين، حاولت أن أشرح له الكثير مما لم يستطع أن يشاهده لكن اعتذر لعدم وجود الوقت الكافي لديه، تذكرت حينها الامير محمد بن نواف، فمما يحسب له ولسفارة المملكة العربية السعودية في بريطانيا المشاركات الفعالة في المعارض والمؤتمرات المقامة في لندن، وهذه المشاركات - على قلتها وحصرها في نشاطات محدودة- إلا أن لها أثرا واضحا ودورا كبيرا في إيصال رسالة المملكة الى العالم وإسماع صوتها وتوضيح صورتها وإبراز مكانتها الريادية في العالمين العربي والإسلامي أمام العالم أجمع كيف لا وهي تقام في قبلة العالم الحديث (لندن).
إن فوائد المشاركة في المعارض الدولية كثيرة جدا لن يحصيها مقال، فبالإضافة إلى كونها عنصر جذب للمجتمع الغربي المتعطش والمتلهف بشغف جامح للاطلاع على الحضارات القديمة مما يسهم في تشجيع الوفود السياحية لزيارة الأماكن والأنشطة السياحية فتزدهر لدينا السياحة وتنشط، هي أيضا فرصة لا تعوض لعرض المنتجات والسلع والصناعات وتسويقها بشكل مباشر، وبذلك تسهم هذه المعارض الخارجية في إعطاء الصورة الصحيحة عن نهضتنا فهناك الكثير من الشعوب مازالت تجهل الكثير عن بلادنا وامكانياتها وحجم المشاريع التنموية التي يمكن إنجازها مع ما يحصل خلال هذه المعارض والمؤتمرات من التبادل التجاري والمعرفي والصفقات المنجزة والشراكات التي تعقد.
ولكي تكون المشاركة ذات مردود ايجابي فإنه يتطلب إيجاد فن إعلامي عالي الجودة والاحترافية مع قوة علاقات عامة وامكانيات ادارية كفؤة مدربة على الترويج الاعلامي وليس المشاركة بمجرد التواجد بل أساليب عرض حديثة ابتكارية تشد الحضور وتجذب الزائر، وعلى الدولة متمثلة في السفارات ووزارة التجارة وهيئة الآثار أن تولي الكثير من الاهمية لمسألة المشاركة الفاعلة في المعارض والمؤتمرات الدولية في الخارج، فسنويا تقام المئات من المعارض والآلاف من المؤتمرات في شتى أصقاع المعمورة، واختيار المعارض ذات الحضور الكبير والمؤثر يجب أن يكون مدروسا وبخطة واضحة لمدة مستقبلية طويلة فلنحج للخارج ونعرض ما لدينا فعندنا الكثير والكثير لنقدمه.