كتب - عبدالعزيز بن سعود المتعب:
أيام قليلة وتبدأ فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة بكل برامجه ونشاطاته المختلفة التي ينتظرها الجميع لأسباب هي محل اعتزاز الجميع، ولا تغيب عن فطنة كل وطني مخلص محب لوطنه المملكة العربية السعودية من أبناء الوطن المخلصين الذين يرون في كل نجاح وطني نجاحا لهم، وفي كل عز للوطن عزا لهم، وفي كل حضور في الحراك الثقافي على المستويين العربي والعالمي من خلال هذا المهرجان العالمي سبباً يدعو لاعتداد أبناء الوطن بوطنهم على كل صعيد.
مهرجان الجنادرية هو اختزال لكل أوجه الوطن الغالي السياسي والتاريخي والحضاري والاجتماعي وبتفصيل (مختصر) أدق للجانب - العام والخاص - في هذا الشأن: ما أن يدلف الزائر حتى يجد صورة مُشرّفة (للّحمة الوطنية) تكمن في أجنحة مناطق الوطن المتجاورة، وكأنه يطالع خريطة الوطن الجغرافية المترامية الأطراف التي يجمع أبناءها الولاء والوفاء لولاة الأمر الكرام - أطال الله عمرهم وأدام عزهم - والمحبة في الله ما بين المواطنين أبناء الوطن الواحد حاضرة وبادية من كل أبناء المناطق والقبائل، منذ أن وحَّد الوطن مؤسسه الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - طيب الله ثراه وجزاه عن أبناء الوطن من كل جيل خير الجزاء - الذي نقل الله الوطن وأبناءه على يديه ثم على ايدي أبنائه الملوك من بعده (سعود وفيصل وخالد وفهد) - رحمهم الله - حتى عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - أطال الله عمره وأدام عزه - وسيدي ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز - أطال الله عمره وأدام عزه - وسيدي النائب الثاني الأمير مقرن بن عبد العزيز - أطال الله عمره وأدام عزه - من الخوف إلى الأمان ومن الظلم إلى العدل ومن الفقر إلى الغنى ومن الجهل إلى العلم تحت راية العز الخفاقة «لا إله إلا الله محمد رسول الله». كذلك فإن حضور - القطاع العام - متمثلاً ببعض الأجهزة الحكومية وما تعرضه عن المجهودات والإمكانات التي أخذت الخط التصاعدي في التدرج من عشرات السنين، يوحي بالشفافية القصوى لأجهزة الدولة في تعاطيها مع الناس والإعلام، بعيداً عن إسباغ هالة كمال التقنية على نفسها وإلغاء التاريخ العملي لأبناء الوطن وجهود القائمين على هذه الأجهزة طيلة هذه السنين، وهو مبدأ الشفافية والوضوح الراقي من أي زاوية تم تناوله منها، وفي المقابل على الصعيد الاجتماعي فإن ما كان عليه آباؤنا وأجدادنا من شظف العيش وبساطة الحياة، ومع هذه العصامية وعزة النفس والإباء والكرامة رسالة هادفة ومفيدة - إن شاء الله - لكل مُتطلِّب ومُتشرِّط أو اتكالي من قلة قليلة - ولله الحمد - لا يمثلون إلا أنفسهم، ثم إن الجيل من الخلف إذا ما شاهد ما كان عليه السلف احترم ماضيه وعصامية وشيمة أجداده خجل أن يكون أقل منهم في عصاميتهم وشيمتهم وتعففهم وهو ما ينبغي أن يكون، إضافة إلى إحياء ورواج الرياضات الأصيلة كسباق الخيل والهجن وكل منهما رمز لجانب من جوانب التاريخ الوطني المشرف، وعلى الصيد الثقافي فإن سجل المهرجان منذ ما يقارب ثلاثين عاماً سجّل من الندوات والمحاضرات وتكريم القامات على كل الصعد واستضافة الرموز الثقافية المتنوعة ما تحفل به سجلات توثيق الإنجازات التي تعترف بالأفعال لا الأقوال، وقد وردت إلى «مدارات شعبية» مقترحات ننشر هنا ما له صلة منها بالأدب الشعبي (الشعر - المثل - القصة) منها: طلب البعض من الشعراء والمهتمين بالتراث الشعبي أن تكون هناك إجازة رسمية ليتمكنوا برفقة أبنائهم وعوائلهم من الحضور باستمرار بشكل لا يتعارض مع دواماتهم في وظائفهم خصوصا ممن يقيمون خارج منطقة الرياض، كذلك طلب البعض الإبقاء على حضور الراوي محمد الشرهان لأسلوبه الممتع ودقته وحياديته واحترامه للتاريخ بأمانة النقل وكذلك لوطنيته التي تحتم عليه بضمير المواطنة الحي عدم رواية قصص تضر ولا تنفع وتوغر النفوس إضافة إلى تميزه بخفة روحه وظله المعهودة، ودعا البعض إلى تكريم - أبو خالد - المحبوب من الجميع، أيضاً طلب البعض من الشعراء عدم إعطاء الفرصة لحضور الشعراء الجشعين الذين يطلبون أموالاً طائلة مقابل حضورهم حتى لا يصبحوا قدوة لغيرهم لاحقاً، لأن هذا المهرجان وطني بحت ويعتبر جزءاً من الوطن الذي يُضحّى له بالوقت والجهد والمال والدم، كما طلب البعض من لجان الشعر فضح الأسماء التي تطلب مقايضة حضورها للمهرجانات الوطنية مقابل مبالغ مادية دون - مزايدة - على وطنية أحد، ومن الرسائل التي وردت لـ «مدارات شعبية» طلب من بعض الشاعرات فحواه أن يحظين بالحضور احتكاماً لقصائدهن وجودتها دون تدخل شخصي من بعض القائمات على لجان الشعر النسائي (اللائي على حد تعبيرهن) لا ينصفن بين الشاعرات.
يشار باعتزاز إلى تَشرُّف الجميع بالنجاحات المتلاحقة على كل المستويات المحلية والعربية والعالمية التي سجلها المهرجان في جبين إنجازات الوطن بعناية الرجال الأوفياء المخلصين الأشاوس القائمين عليه بتوجيه من سيدي صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وزير الحرس الوطني - أطال الله عمره وأدام عزه - ومن معالي نائب وزير الحرس الوطني الشيخ عبد المحسن بن عبد العزيز التويجري - حفظه الله - .