للعام الثاني على التوالي ...يلتقي الهلال و النصر في الأول من فبراير المقبل في نهائي كأس ولي العهد ، وذلك بعد فوز الهلال على الفتح بهدفي نيفيز والشمراني، وفوز النصر على الشباب بهدف الراهب في الشوط الإضافي الأول.
الهلال x الفتح
الأحساء - صادق الحرز:
لم يكن الهلال بحاجة إلى الانتظار إلى المساء حتى يكتمل بدراً، بل ظهر في الأحساء عصراً، وسجّل انتصاراً غالياً على الفتح عندما تغلب عليه بهدفين دون رد، في اللقاء الذي جمع الفريقين في نصف نهائي كأس سمو ولي العهد - حفظه الله - بعد مباراة كان الهلال فيها الأفضل والأميز على مدار الشوطين؛ إذ لعب سامي الجابر المدير الفني للهلال بطريقة، حدَّ بها من خطورة الفتح بتعطيل مفاتيح اللعب فيه، وعدم إعطائه المساحات في الهجمات المرتدة، فيما كانت هجمات الهلال هي الأكثر عدداً والأكثر خطورة، ومن خلالها سجل هدفين، جاءا في شوط المباراة الثاني، الأول بواسطة البرازيلي تياغو نيفيز عن طريق ضربة جزاء، تسبب فيها كابتن الفريق ياسر القحطاني، والثاني بواسطة الزلزال ناصر الشمراني الذي سجل مع دخوله أرض الملعب؛ ليؤكد الهلال تفوقه في هذه المسابقة وحضوره في النهائي الثاني عشر على التوالي.
جاءت بداية اللقاء حذرة من قِبل الفريقين، مع أفضلية هلالية في السيطرة الميدانية. وجاء الحذر بتراجع كل فريق في حالة امتلاك الكرة من قِبل الفريق الآخر، مع عدم تقدم ظهيري الجنب، وإن حدث ذلك فبحذر؛ وانعدمت الخطورة على مرمى أي منهما في نصف الساعة الأولى من اللقاء، وظهرت خطورة الهجمات الهلالية في ربع الساعة الأخيرة من الشوط الأول، لكن عابها التركيز في اللمسة الأخيرة؛ وهذا ما تسبب في عدم هز شباك الفتح والتقدم بالنتيجة، فيما لم يكن هناك أي فرصة حقيقية للفتح على مرمى الهلال طوال الشوط الأول من اللقاء.
وكانت أولى الفرص في الدقيقة (12) عندما واجه مهاجم الهلال يوسف السالم مرمى الفتح، وسددها سهلة في يد علي المزيدي حارس الفتح. وأتت أخطر الفرص (ق 32) عندما نفذ البرازيلي نيفيز ضربة ركنية، لعبها كاستيلو برأسه لتتهيأ أمام بدر الدعيع في مواجهة مرمى الفتح، لكنه سددها عالية بصورة غريبة مضيعاً فرصة تقدم الهلال بالنتيجة واستثمار سيطرته الميدانية على اللقاء. وفرصة أخرى من البرازيلي تياغو نيفيز (ق 36) عندما نفذ ضربة حرة مباشرة على مرمى الفتح، تصدى لها المزيدي ليسجل ديجاو هدفاً برأسه، ألغته راية صحيحة من المساعد الثاني خلف المهنا؛ ليواصل لاعبو الهلال إصرارهم من أجل التقدم بالنتيجة، ويتلاعب ياسر القحطاني بمدافعي الفتح (ق 41)، ويواجه المزيدي، وسددها من بين قدميه، لكنها غيرت اتجاهها إلى ضربة ركنية؛ لينتهي الشوط الأول بتعادل الفريقين سلبياً بدون أهداف.
مع بداية الشوط الثاني أجرى المدير الفني للفتح فتحي الجبال تغييراً هجومياً بخروج لاعب الوسط اللبناني محمد حيدر ودخول المهاجم بدر الخميس؛ ليستمر الهلال على نهجه الهجومي نفسه مع التوازن في الأداء؛ لتأتي أولى الفرص (ق 51) من هجمة هلالية رائعة، وأتت عرضية أمام مرمى الفتح من كرة عرضية من سالم الدوسري إلى يوسف السالم الذي سددها قوية تصدى لها المزيدي حارس الفتح. وأثمر الضغط الهلالي عن احتساب الحكم ضربة جزاء صريحة للهلال من هجمة تعرض فيها ياسر القحطاني لعرقة من مبارك الأسمري (ق 64)، تقدم لها البرازيلي تياغو نيفيز، وسددها وسط المرمى مسجلاً هدف الهلال الأول؛ ليأتي الفرح في المدرج الهلالي، ويتأزم وضع الفتح مع منح الحكم العريني البطاقة الحمراء لمدافع الفتح عمار الجمل (ق 80) نتيجة ضربه بالكوع مهاجم الهلال يوسف السالم الذي خرج للعلاج وهو ينزف. ويأتي الزلزال، ويظهر من أول كرة يستلمها (ق 87) عندما استثمر تمريرة سالم الدوسري الذي وضعه في مواجهة المرمى، وتجاوز الحارس، وأودعها شباك الفتح رائعة مسجلاً الهدف الثاني للهلال؛ ليعلن تأهل الهلال إلى نهائي كأس سمو ولي العهد؛ إذ انتهى اللقاء بفوز الهلال بهدفين دون مقابل للفتح.
قاد اللقاء تحكيمياً الدولي فهد العريني، وساعده الدولي عبدالله الشلوي وخلف زيد المهنا وشكري الحنفوش حكماً رابعاً والدولي السابق سعد ربيعة المرزوق مقيماً للحكام وأحمد الشواف مراقباً إدارياً.
النصر x الشباب
كتب - عيسى الحكمي:
ضرب النصر موعدا للإثارة مع غريمه الهلال للمرة الثانية على التوالي في نهائي كأس ولي العهد المرتقب في الأول من فبراير المقبل، بعد فوزه على الشباب في نصف النهائي بهدف دون مقابل سجله البديل حسن الراهب «102».
قدم الفريقان أمام أكثر من 20 ألف متفرج، أغلبهم من أنصار النصر مباراة مكتملة وكان الحكم تركي الخضير أحد نجومها البارزين بجانب المدرج النصراوي الذي تفنن في رسم لوحاته الاستعراضية، وبجانب هدف المباراة الوحيد كان طرد البرازيلي فرناندو من جانب الشباب عند الدقيقة 115 أبرز أحداث المباراة المثيرة.
ومن اللحظة الأولى كشف الفريقان عن نوايا البحث عن هدف مبكر وإن كان النصر الأكثر إصرارا حيث شهدت الدقيقة 5 كرة عرضية من شراحيلي لرأس عوض خميس الذي سدد بعيدا، وبعدها بـ6 دقائق جاءت العرضية من الشهري بيد أن السهلاوي تأخر لتمر أولى اللقطات الساخنة.
وشهدت الدقائق الأولى حالة من الالتحامات القوية ما دفع الحكم تركي الخضير لإبراز الورقة الصفراء لخالد الغامدي وعبدالملك الخيبري، وتحسن الشباب بعد مرور ربع ساعة مستفيدا من انطلاقات رافينها الذي لعب دورا كبيرا في الغارات الشبابية، وكذلك في النواحي التكتيكية التي سجلت انضباطا شبابيا في رسم تأمين المناطق الدفاعية.
ويعلن حسن معاذ عن أول رسالة شبابية نحو مرمى العنزي بيسارية لم يجد الأخير صعوبة في التصدي لها «23».
الدقيقة 30 كانت المناسبة مكتملة ليسجل الشباب أولا عندما أرسل رافينها العرضية للمتمركز سياف البيشي الذي بدوره سدد رأسية لم يسمح لها العنزي بالمرور، ويرد بعده عمر هوساوي برأسية تعتلي عارضة المرمى.
وتشهد الدقائق الخمس الأخير تدخلا ناجحا لعبدالله الأسطا منع به وصول كرة عبدالغني للسهلاوي «40»، ولم يستثمر عمر هوساوي ثابتة نفذها قائد النصر لتذهب الكرة بعيدا، في حين كانت الدقيقة 45 محرجة للهوساوي عندما لعب بالنار أمام المحياني لكن عبدالله العنزي أنقذ الموقف بصعوبة ليعلن الحكم بعدها بدقيقتين نهاية الشوط الأول بنتيجة بيضاء.بعد العودة من استراحة بين الشوطين كانت نوايا الشباب هي الحاضر من بعد صافرة الانطلاق، واستطاع وسطه بقيادة عطيف قطع الطرق على نظيره في النصر، ما جعل الأخير يسجل غيابا هجوميا واضحا في غالب فترات الشوط.
وتعرض مرمى العنزي لتهديد صريح من عطيف «53» عن طريق تسديدة من خارج المنطقة امسكها الأول بصعوبة، ورد يحيى الشهري بكرة مشابهة «57» كان لها وليد عبدالله حاضرا.
ويستعين مدرب الشباب أميليو بعماد خليلي بدلا من المحياني «58» ويرد كارينيو مباشرة بالراهب على حساب الحوسني، وتزداد الخطورة الشبابية مع تسديدة رافينها التي تصدى لها العنزي قبل أن تعود للأول الذي يرسل العرضية لخليلي لكن تدخل عبدالغني يحول رأسيته إلى ضربة ركنية «63» في لقطة شهدت تواضعا لدفاع النصر الذي عجز 3 مرات عن منع وصول الكرة لنجم اللقطة رافينها.
وينقذ العنزي مرمى النصر من يسارية لعماد خليلي الذي أحدث الفارق في هجوم الشباب، ويرد وليد عبدالله بنفس الطريقة عندما منع عرضية السهلاوي المتجهة للراهب في أول فرصة حقيقية للنصر خلال الشوط الثاني.
كارينيو يدرك يستبدل عوض خميس بالجيزاوي في الدقيقة 71، ويرد أميليو بالرويلي بدلا من أحمد عطيف في الدقيقة 75 وقبل ذلك بدقيقتين كان حسن معاذ يهدد مرمى العنزي بتسديدة يتصدى لها العنزي.
وفي الأشواط الإضافية واصل الشباب تفوقه الذي أنهى به الشوط الأول مستغلا تواضع وسط النصر وشكل في أول دقيقة لقطتين من العيار الساخن كانتا بتسديدتين لخليلي وفرناندو تصدى لها العنزي.
انتفض النصر في الدقيقة 93 بهجمة مرتدة قادها السهلاوي متغلبا على دفاعات الشباب قبل أن يسدد باحثا عن الزاوية البعيدة لوليد عبدالله الذي استطاع إنقاذ الموقف قبل أن تعود الكرة للجيزاوي الذي حصل على ضربة ركنية.
لمسة الراهب قاتلة
أعاد النصر إستراتيجيته بالاعتماد على الهجمات المرتدة حتى كانت الدقيقة 102 حين فعلها السهلاوي للمرة الثانية من الرواق الأيسر لفريقه حتى وصل منطقة جزاء الشباب، حيث أرسل العرضية للراهب الذي لم يجد عناء في توجيه الكرة لمرمى وليد عبدالله واضعا النصر في المقدمة.
انتهى الشوط الأول الإضافي الأول على لقطة خطأ شبابي لحسن معاذ لم يتجاوز حائط الصد النصراوي، وبادر النصر للتهديد مطلع الشوط الثاني بيسارية للجيزاوي اهتزت لها الشباك الخارجية.
ويضيع من الراهب هدف الاطمئنان للنصر عندما استلم بنفس طريقة الهدف الأول عرضية من الغامدي لم يتعامل معها كما يجب لتعتلي الكرة العارضة بعد اصطدامها بالأرض في الدقيقة 108.
حاول النصر الاحتفاظ بالكرة وتهيأت له غير فرصة لم تكتمل بسبب التسرع، ويرتكب فرناندو خطأ جسيما بحق فريقه الشباب في الدقيقة 115 عندما أخذ بطاقة حمراء بدون مبرر وهو يكرر الاعتداء على الراهب في كرة مشتركة ومن ثم على شايع شراحيلي أمام حكم المباراة الذي لم يتردد في تطبيق القانون، وسارت المباراة بلا خطورة حتى انتهت بالهدف الوحيد.