كما أن بر الوالدين واجب على كل مسلم ومسلمة، فإن صلة الرحم واجبة كذلك، قال الله تعالى {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ}.
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (من سرَّه أن ينسأ له في أجله ويبسط له في رزقه فليصل رحمه)، وصلة الرحم شعيرة عظيمة من شعائر الإيمان، فعلى المسلم أن يحرص كل الحرص عليها، فيصل رحمه ما استطاع إلى ذلك سبيلا، وعليه ألا يتعلل بمشاغل الحياة وضجيجها، أو بعدم مبادلة وصله بوصلٍ مماثل من أقاربه، فليس الواصل بالمكافئ إنما الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها.
وقد جاء رجل إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقال: إن لي رحما أحسن إليهم ويسيئون إليّ، وأصلهم ويقطعونني، فقال له عليه الصلاة والسلام: «إن كنت كما قلت فكأنما تسفّهم الملَّ»، والمل هو الرماد الحار.
قال معن بن أوس:
وذي رحم قلمت أظفار ضغنهِ
بحلمي عنه وهو ليس له حِلمُ
يحاول رغمي لا يحاول غيره
وكالموتِ عندي أن يحلّ به الرغمُ
فكن -يا أخي- أنت المبادر بصلة الرحم ولا تنتظر في ذلك جزاءً ولا شكوراً من أحد إلا من الله العزيز الغفار، وما عليك لو سخرت وسائط التواصل الاجتماعي في صلة الرحم، لكنها لا تغني عن اللقاءات المباشرة والزيارات بين الأقارب والأرحام.