بكبريائها وشموخها تزينت جبال جازان بالخضرة والجمال وبروعة مكانها وكرم سكانها استقبلت ضيوفها بكل لغات الترحيب التي تلغي مفردات البعد والغياب.. وعلى أنغام الطبيعة وأحلام الحقيقة عاشت محافظة الداير بني مالك نشوة الفرح بذلك اللقاء الذي جاء مع قمرية ذلك المساء الذي شع نوره في كل مكان وانتثر ورده وفاح في كل وجدان وفي قرية (القرحان) أطل قوس قزح بكل الألوان فكانت أطياف السعادة قد وصلت إلى كل عنوان.. فتعانقت أصالة الماضي التليد بروعة الحاضر الفريد ودهشة المستقبل الجديد، ومن بين تلك المدرجات الخضراء ومن على ضفاف تلك الأودية الجارية ومن عذوبة طعم تلك العيون الرقراقة وهدير الشلالات وعلى صوت النجر وقرقعة الفناجيل حيث شبه النار وصفر الدلال كنا على موعد مؤكد مع الفرح والبهجة والسرور عبر ليلة رائعة تجلت فيها معاني الإبداع ومحافظة الداير بني مالك تشهد عبر تاريخها الجميل ميلاد اكبر نقلة تنموية وحضارية تنبأ بمستقبل واعد للمحافظة وأهاليها.. وجاءت سحائب الخير تسوقها رياح الحب والإخلاص ويدفعها صادق الولاء والانتماء. واستبشر الجميع بالزيارة الميمونة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة جازان ورئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة ورعايته الكريمة لتدشين فعاليات مهرجان البن الأول بجبال جازان الذي تحتضنه محافظة الداير بني مالك في موسمه الأول ووضع حجر الأساس لعدد من المشاريع التنموية في مختلف المجالات الخدمية بقيمة تزيد على (مليار و392 مليون و961 ألف ريال) وبشهادة العقلاء و المنصفين حقق المهرجان نجاحا باهرا وسجل حضوراً جماهيرياً كبيراً وغير متوقع.. وما ذلك إلا نتاج جهد استمر وإبداع تواصل وبكل المقاييس نجاح كبير وكبير تحقق.ولا أبالغ إذا قلت: إنه وعلى مدى الأيام الماضية من عمر المهرجان كان حديث الناس في المجالس سواء داخل المنطقة أو خارجها أو من خلال قنوات التواصل الاجتماعي عن مسيرة التميز التي وصل إليها والخطى الواثقة التي سار بها فكانت علامة الرضى الكامل واضحة على ملامح كل الحضور وكلمات الشكر والعرفان حملوها في قلوبهم وعجزت الألسن عن ترجمة ما تكنه تلك القلوب حتى إن البعيدين عن المنطقة عاشوا أجواء المهرجان وتعايشوا مع فعالياته وهم يستشعرون الفرح والاعتزاز بذلك الإنجاز الرائع الذي تحقق هناك، وهنا لي وقفة محبة واحترام أرفع من خلالها تحية الشكر والتقدير لكل اللجانلقائمة على المهرجان والمساهمة الفعالة والجهود الكبيرة للوصول به وبمنتجه إلى العالمية من خلال تلك اللمسات الإبداعية من التنظيم والتجهيز وحسن الضيافة وجميل الاستقبال عبر ذلك الكرنفال الرائع الذي حمل في معانيه رسائل الجود والكرم راسما من خلال فعالياته العديد من الصور الزاهية عن المنطقة إنسانا ومكاناً. هؤلاء هم كوكبة من زمرة المخلصين ونقوة من صفوة الخيرين بذلوا قصارى جهدهم حاملين في نفوسهم قلوباً كبيرة وسط إبداع راق وهمم عالية تشبعت بالوفاء وهي تستمد قوتها ونشاطها وكامل حيويتها من ينابيع العطاء ومن قطرات عين الغمام تعلمت معنى النقاء وهي تضيء طريق الفرح بمصابيح الصفاء ومع قناديل المساء وخيوط الصباح وتحت وهج الشمس استمر العمل وبعزيمة الكبار انطلقت بكل ثقة واقتدار تسابق الزمن وتتحدى الصعاب.كل التحية والتقدير لسعادة الأستاذ محمد بن هادي الشمراني محافظ محافظة الداير بني مالك ولنائبه الأستاذ أحمد حسن الفيفي. وتحية معطرة بالفل والياسمين وزهور البساتين محملة بمشاعر الفخر والاعتزاز للأستاذ مفرح مسعود المالكي المدير التنفيذي لمهرجان البن الأول.. ومساعده الأستاذ يحيى شريف المالكي ولكل العاملين والمشاركين بالمهرجان الذي كان لجهودهم بصمة واضحة تحدث عنها الواقع واعترف بها كل من حضر وشاهد، وبها أشاد كل من بعد مكانه وتعذر حضوره ولا أنسى كمتابع أن أشكر كل القنوات الفضائية والإذاعية التي تواجدت هناك وسجلت حضورها وتميزها وانفردت بتغطية فعاليات المهرجان والتعريف بالمنطقة وكنوزها السياحية وصفحاتها التاريخية والكشف عن أسرارها الاستثمارية خاصة وان جازان منطقة زراعية ذات ثروات اقتصادية كبيرة.
أشياء أخرى
1- على الرغم من اختلاف وجهات النظر حول شعار المهرجان كان من الجميل والرائع حقا أن يكون عدد حبات البن في صورة الشعار بعدد المحافظات والمراكز المشاركة في المهرجان.
2- مع التحية والتقدير لكل من يهمه الأمر أتمنى أن تتضافر الجهود ويتم تحويل ساحة البلدية بالمحافظة التي أقيم عليها المهرجان إلى قرية تراثية وتسويقية تكون خاصة بالمهرجانات والاحتفالات.
((كلمة مضيئة))
تحدث صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة جازان عن مهرجان قائلا:(الذي دفعنا لإقامة هذا المهرجان وتسويقه هو إعطاء فكرة لإخواننا في المناطق الأخرى وللمستثمرين ورجال الأعمال بأن هذا المنتج منتج استراتيجي)).