نحن في المملكة العربية السعودية قد أنعم الله علينا بموارد مالية كبيرة، فسارعت الدولة حفظها الله بإيجاد بنية تحتية رُصدت لها مبالغ كبيرة من أجل هذا الغرض، وكانت ولا تزال إرادة الدولة - أعزها الله- إرادة سامية تتمثل في راحة المواطن والمقيم أينما حل وارتحل.. ومع كون الدولة لم تبخل من أجل أن تكون بنيتنا التحتية بنية قوية تقاوم ما تتعرض له من طوارئ وأحداث كونية وبشرية، إلا أنه مع الأسف الشديد إن هذه البنية ضعيفة في بعض مخرجاتها، وكان لهذا الضعف عدة أسباب، وهي:
السبب الأول: إن المنفذ لمشاريع البنية التحتية لا يملك خبرة فنية تراكمية تؤهله، وأقصد بالمنفّذ هنا ذلك المهندس الذي يصمم ويهندس لهذا المشروع أو ذاك، وإن كان هذا المهندس قد درس كيفية إقامة المشاريع ذات الطابع الهندسي التي تخص البنية التحتية كالجسور والطرق والأنفاق وغيرها كثير.. إلا أنه لا يملك معارف هندسية كافية تخوله ليكون مشروعه قائماً على أسس هندسية سليمة!!
السبب الثاني: عادة يكون على المنفذ بأي مشروع مراقب ومشرف من الجهات ذات العلاقة، ولكن يوجد أحيانا بين المقاول وبين المراقب تماس ودّي، ومن ثم يكون على عين المشرف أو المراقب مجاملة لا يرى عيوب المقاول.. ولكن يجب على المشرف أو المراقب أن يتسامى فوق كل الأشياء التي تجعله يتوانى عن القيام بواجبه المناط به.
السبب الثالث: إن المقاول وأحيانا قبله الجهة المختصة عن تلك المشاريع ربما أنها لا تأخذ بمبدأ الحيطة والحذر عند إنشاء المشاريع، وسأضرب لكم مثالا على ذلك، إن تصريف السيول عندنا كان قاصراً بسبب أن المقاول أو الجهة ذات العلاقة ترى أن ظروف المملكة ومناخها عديم المطر وإن وُجد فهو قليل، إنه لما كان المقاول عنده هذا التصور فهو لم يضع الحلول والتنبؤات بما يمكن أن يحدث، وهذا ما حصل بالفعل عندنا في السنوات الأخيرة مع هطول الأمطار الغزيرة التي شهدتها المملكة.
إنه من أجل التخلص عن تلك الأسباب التي تعيق جودة البنية التحتية هو أن نسند إقامتها لشركات عالمية مؤهلة، وطالما أني عرجت على ذكر هذه الشركات العالمية التي كانت في يوم ما تقوم على إنشاء البنية التحتية في بلادنا في مرحلة التأسيس فإن المواطن يشهد أن هناك مشاريع أقامتها تلك الشركات منذ نصف قرن أو أكثر، ومع ذلك لازالت تحتفظ بمواصفاتها الجيدة، بعكس ما نحن عليه اليوم.. فإنه ليتملكني العجب حينما أرى مشروعا المقاول يعمل في نهايته وشركات الصيانة تصون بدايته!!!
إن ولاة أمرنا دائما يقولون ويكررون هذا القول: إذا غاب رقيبنا فرقيب الله حاضر.. يا له من توجيه - الأمانة كل الأمانة فيه والنصح كل النصح فيه.