كثيرون يستخدمون الإسلام ويتذرعون به وينادون, لكن القليل منهم فقط يخدمونه....، وكثيرٌ يرفعون شعارات المقاومة والممانعة والوطنية والقومية لكنهم يحاربونها كحزب الله، ويقفون ضد حرية شعبٍ أعزل يسعى لنيل كرامته التي سلبها منهم حاكم قاتل كبشار الأسد وحزب البعث على مدار أكثر من أربعة عقود، حكم فيها بالحديد والنار، وجعل من شعبه مخابرات يتجسّس فيها أعضاء الأُسرة الواحدة على بعضهم البعض!
هو «أي حزب الله» سيجد نفسه قريباُ قد وقع في أكثر من شركٍ نصبه لغيره؛ ففي لاهاي بدأت محاكمته غيابياً عبر إفراد له متهمين باغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، في محاكمةٍ خلت من حضور المتهمين، لكنها ستكون بمثابة محاكمة نظامٍ بأكمله، وستلقي بظلالها على مشروعية وجود الحزب سياسياً، وقد يتعرّض بسببها لوضعه على لائحة الإرهاب الدولية إلى جانب جناحه العسكري، وسيفقد ورقة التوت الأوروبية التي لم تصنف تنظيمه السياسي سابقاً كإرهابي.
في سوريا تتهالك قواته أمام ضربات الثوار، ويتساقط العديد من أفراده، ويكاد لا يخلو يوم من مآتم الجنوب والضاحية لأبنائها الذين رمى بهم الحزب في الصراع السوري، وغرر بهم لينالوا الجنة عبر حراسة المقدسات، لكنهم قضوا على أيدي من لا خيار لهم سوى المقاومة لاستعادة حريتهم المسلوبة.
في الضاحية الجنوبية من بيروت، حصنه المنيع ومعقله الذي لم يتجرأ سوى إسرائيل عليه، فقدت استخباراته قوّتها الأسطورية التي طالما رُوّج لها، ونالت التفجيرات من مقراته الحصينة، ومن السفارة الإيرانية الموجودة فيها، واغتيل أحد أهم قياداته العسكرية، في سلسلةٍ متواليةٍ من العمليات لم يستطع الحزب التنبؤ بها ولا منعها ولا الحيلولة دون وقوعها!
في الداخل اللبناني هو أمام قرارٍ صعب بالدخول في حكومة الوحدة الوطنية دون الصوت المعطل، ومع مطالب له بسحب قواته من سوريا، ومع مد يده صوب فريق 14 آذار، الذي طالما اعتبرها عدوه، واتهمها بالخيانة والعمالة والموالاة للآخرين.
ما زالت إيران تقف خلفه وتشكل داعمه الأوحد، وما زال يشكل لها ذراعها في الشرق الأوسط، الذي ينفذ سياساتها، وستكون معركة بقائه هي من ستجعله يستنفد كل ما يملك في سبيل احتفاظه بقوّته العسكرية والسياسية، ولكن هل يدوم الحال الذي قيل سابقاً عنه .. محال؟