شدد الرئيس الأميركي باراك أوباما على أن المخابرات الأميركية ستواصل عمليات التجسس وذلك في مقابلة مع التلفزيون الألماني العام حيث إن الكشف عن عمليات التنصت أثار فضيحة في ألمانيا منذ أشهر. وقال في المقابلة إن وكالات المخابرات الأميركية مثل الوكالات الألمانية وكل الوكالات الأخرى ستواصل الاهتمام بنوايا الحكومات في العالم وهذا الأمر لن يتغير. لكنه حرص على طمأنة المستشارة الألمانية انغيلا ميركل مؤكدا أن هذه الأنشطة لن تكون طبيعتها ذات وقع سلبي على علاقاتهما مع العلم إن احد هواتفها المحمولة كان عرضة للتنصت من قبل وكالة الأمن القومي الأميركية بحسب المستشار السابق لهذه الوكالة الاستخباراتية ادوارد سنودن.وقال أوباما طالما بقيت رئيسا للولايات المتحدة ليس على المستشارة الألمانية أن تقلق مشددا على علاقة الصداقة والثقة التي تربط بين البلدين.تأتي تصريحات أوباما بعد الخطاب الذي وعد فيه بإصلاح عمليات جمع البيانات الهاتفية وبعدم التجسس بعد الآن على قادة الدول الأجنبية الصديقة. وعلى غرار ذلك ينتظر الاتحاد الأوروبي تحقيق التعهدات الأميركية بالأفعال حيث استقبل خطاب أوباما بتحفظ في ألمانيا واعتبر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني نوربرت روتغن القادم من حزب ميركل المحافظ أن إعلان أوباما هو إعلان تقني ولا يستجيب للمشكلة الحقيقية مشيرا عبر صحيفة تاغشبيغل إلى اختلافات عبر الأطلسي في ما يتعلق بالنظرة إلى الحرية والأمن وأكد أن الألمان حريصون جدا على احترام الحياة الخاصة والمعطيات الشخصية ربما أكثر من الأوروبيين الآخرين لأنهم متأثرون بتجربة الرايخ الثالث ثم الدكتاتورية الشيوعية في الجمهورية الديمقراطية الألمانية السابقة.ورأى وزير العدل الألماني الاشتراكي الديمقراطي هيكو ماس من جهته في مشاريع الرئيس الأميركي خطوة أولى وقال لصحيفة بيلد ام سونتاغ إن ثقة ألمانيا في شريكها الأميركي لن تعود إلا حين نوقع اتفاقا يحمي بشكل قانوني ملزم بيانات المواطنين كافة. وبمعزل عن إصلاحات هامشية لأساليب عمل وكالة الأمن القومي هذا وترغب برلين في إبرام اتفاق لعدم التجسس مع الأميركيين وهو مطلب لا يلقى على ما يبدو أذانا صاغية في واشنطن.