سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الموقر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
قرأت مقال الأستاذ سلمان بن محمد العُمري المعنون بـ(الأمهات.. وتحمُّل مسؤوليات الآباء!) والمنشور في صحيفتكم يوم الجمعة 9-3-1435هـ.
فوجدته مقالاً رائعاً يحكي الواقع وتعيشه كثير من الأسر، وللأسف فلو نظرنا إلى حال كثير من البيوت لوجدنا أن الأم تعيش دور الأم والأب جميعاً، مع أن الأب موجود وبكامل قوته ونشاطه.. ويظن الأب أنه بمجرد ما يوفر لأسرته المال والسائق والخادمة.. أن دوره انتهى!!
ونسي أن على عاتقه مسؤوليات كبرى، وفي عنقه أمانة سيسأل عنها.. قال ابن القيم - رحمه الله-: قال بعض أهل العلم إن الله سبحانه يسأل الوالد عن والده يوم القيامة قبل أن يسأل الولد عن والده، فوصية الله للآباء بأولادهم سابقة على وصية الأولاد بآبائهم.
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} (6) سورة التحريم.
وقال صلى الله عليه وسلم والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته.. وقال أيضاً: كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت. ولابن القيم كلام جميل في ذلك فيقول رحمه الله: فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه، وتركه سدى، فقد أساء إليه غاية الإساءة وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه، فأضاعوهم صغاراً، فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كباراً، كما عاتب بعضهم ولده على العقوق، فقال: يا أبت، إنك عققتني صغيراً فعققتك كبيراً، وأضعتني وليداً، فأضعتك شيخاً، فعلى الآباء مسؤولية عظيمة، وتترتب عليها نتائج خطيرة في الدنيا والآخرة.. نسأل الله أن يعيننا على حمل الأمانة وأدائها على أكمل وجه إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصل اللّهم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً كثيراً.