نفى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان ما نُشر في موقع «أي بي تايمز» البريطاني حول نظرية جديدة للمهندس بيتر جيمس عن كيفية بناء قدماء المصريين الأهرامات، مفادها أن قدماء المصريين لم ينقلوا أحجار الأهرامات عبر منحدرات لعدم وجود هذه المنحدرات، وأن الأهرامات بُنيت من الداخل إلى الخارج وليس العكس، وأنها بُنيت بأحجار أقل ضخامة من الحالية. وأكد ريحان أن نظريات علماء الآثار والمهندسين التي جاءت في كتاب «أسرار الهرم الأكبر» لمحمد العزب موسى تؤكد أن بناء الأهرامات تم عن طريق الجسور أو الطرق الصاعدة، مشيراً إلى أن علماء الآثار سومرز كلارك وأنجلباك في كتابهما «فن البناء في مصر القديمة» وإدوارز في كتابه «أهرام مصر» أكدوا أثرياً صحة ما ذكره المؤرخ الإغريقي ديودور الصقلي الذي زار مصر 60 - 57 ق.م. من أن الهرم بُني بالطرق الصاعدة؛ إذ كانوا يبنون طريقاً متدرج الارتفاع، تُجر عليه الأحجار، ويتصاعد مع ارتفاع الهرم حتى يصل ارتفاعه في النهاية إلى مستوى قمة الهرم نفسها، ويلزم في الوقت نفسه أن يمتد من حيث الطول، وبعد انتهاء بناء الهرم يزيلون هذا الطريق. وأضاف بأن الأدلة الأثرية تؤكد طريقة البناء بالطرق الصاعدة، والدليل على ذلك الهرم الناقص للملك (سخم - سخت) أحد خلفاء زوسر، الذي اكتشفه العالم الأثري زكريا غنيم عام 1953، وهذا الهرم قد أوقف العمل به قبل أن يتم؛ لذلك لم يتم إزالة الطريق الصاعد الذي كان يستخدمه عمال البناء في نقل الأحجار، كما عُثر على بقايا هذه المنحدرات عند هرم أمنمحات في اللشت وهرم ميدوم. وعرض الدكتور ريحان نظرية المهندس الأمريكي أولاف تيليفسين في بحث منشور بمجلة التاريخ الطبيعي الأمريكية بأن الآلة التي استخدمها قدماء المصريين في رفع الأحجار تتكون من مركز ثقل وذراعين، إحداهما طولها 16 قدماً، والأخرى ثلاثة أقدام، ويتم ربط الحجر في الذراع الثقيلة، بينما يتدلى من الذراع الطويلة ما يشبه كفة الميزان، ويضع العمال في هذه الكفة أثقالاً تكفي لترجيحها على كفة الحجر، وبهذه الطريقة يمكن رفع الأحجار الضخمة إلى أعلى بأقل جهد بشري ممكن، وأقل عدد من العمال، وكان هناك عددٌ محدودٌ من هذه الآلات الخشبية التي يمكن نقلها من مكان لآخر. وأوضح أن عالم الآثار إدوارز أكد أن قدماء المصريين كانوا يبنون جسراً رئيسياً واحداً بعرض واجهة واحدة من الهرم، هي الواجهة الشرقية في هرم خوفو، وينقل على هذا الجسرلأحجار الثقيلة. أما الجوانب الثلاثة الأخرى فكانت تغطَّى بمنزلقات وجسور أكثر ضيقاً وانحداراً، وكانت الجسور الفرعية لنقل العمال والمؤن ومواد البناء الخفيفة.
وأشار ريحان لطريقة بناء الأجزاء الداخلية في الهرم كالغرف والسراديب، التي بُنيت بالكامل قبل بناء الصخور الخشنة المحيطة بها، فعند وصول الهرم إلى الحد الذي يلزم فيه بناء سرداب أو غرفة أو ردهة فإنهم ينتهون من هذا الجزء أولاً، ويستخدمون في بنائه أحجاراً جيدة مصقولة، سواء من الحجر الجيري أو الجرانيتي، وبعدها يرتفعون بجسم الهرم حول هذا الجزء الداخلي، ويقيمون فوقه السقف إذا كان مسقوفاً، أو يتركون فيه الفتحات اللازمة لمواصلة البناء إذا كان ممراً أو دهليزاً يراد اتصاله بجزء آخر يعلوه.
وأكد أن هذه الطريقة هي التي سمحت بوضع كتل الأحجار الضخمة والتماثيل والتوابيت داخل الغرف؛ لأن ضخامتها لا تسمح بمرورها من السراديب والدهاليز بعد البناء مثل الناووس الجرانيتي داخل غرفة الملك والسدادات الجرانيتية الثلاث التي تغلق بداية الدهليز الصاعد، والحقائق الأثرية والهندسية السابقة تدحض نظرية المهندس بيتر جيمس المعلَنة تماماً.