طالب المشرف على المركز الوطني للتقنية الزراعية بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور ناصر بن صالح الخليفة ملاك ومربي الماشية في المملكة بضرورة تأجيل الرعي لشهر واحد على الاقل حتى تكتمل دورة حياة النباتات الرعوية وتثمر وينثر النبات بذوره التي تكون مخزونا للسنوات المقبلة. وأوضح الدكتور الخليفة أن تأجيل الرعي تتضح أهميته على القيمة الاقتصادية للمراعي ومردوده المباشر على المربين فضلا عن مردوده الاجتماعي والبيئي اللذين يعدان في بلد صحراوي كالمملكة اكثر أهمية.
وقال الدكتور الخليفة إن الكتلة الحيوية للنباتات وحجمها في بداية الموسم تكون قليلة جدا مقارنة بما يمكن أن تصل اليه في حال تركها لمدة تتراوح بين ثلاثة الى اربعة اسابيع بعد بداية نموها.
وأكد الدكتور الخليفة أن خطر الرعي المبكر تعدى موضوع الرعي الجائر المتعارف عليه من قبل المختصين في ظل غياب الوعي من قبل ملاك ومربي الماشية بالمملكة بما يؤدي الى الاستغلال المبكر للمراعي والقضاء على دورة حياة النباتات الرعوية قبل أن تزهر وتثمر النبات بذوره التي تكون مخزونا لسنوات. وأكد المشرف على المركز الوطني للتقنية الزراعية بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أن الرعي المبكر أشد خطرا وفتاكا بالغطاء النباتي الرعوي في بيئتنا المحلية؛ إذ إن هذا المصطلح يغيب عن أذهان الكثيرين من المهتمين من المسؤولين والمختصين ومن باب أولى المربون. وعد الدكتور الخليفة المنافسة العالية من قبل المربين في استغلال المراعي قبل أن تنضج النباتات وكثافة القطعان وتوسع انتشارها الى جانب غياب الرقابة الصارمة من الجهات المعنية في تنظيم الرعي من الأسباب الرئيسة التي تؤدي لتدهور المراعي ونقص كفاءتها الانتاجية، مشيرا الى ان المربين يغيب عن اذهانهم ان الرعي المبكر عبث بمورد وطني مهم يقلل من كفاءة استخدام المراعي ودورها في توفير الاعلاف سواء المحلية او المستوردة، وبالتالي توفير المياه التي تهدر في انتاج الاعلاف فهي دورة اقتصادية واحدة والاخلال بأي من عناصرها يخل بالاقتصاد الوطني. وشدد المشرف على المركز الوطني للتقنية الزراعية على ضرورة ان تفعل الجهات الرقابية والمسؤولة عن المراعي والجهات التشريعية والتنفيذية من دورها خاصة مع موسم الربيع، فكما ان هناك تنظيما للصيد والاحتطاب فإن من الأولى أن يكون هناك تنظيم للرعي، وإن وجد فهو يحتاج الى تفعيل وتوعية، فالجهات الاعلامية عليها دور مهم يجب أن تقوم فيه وتحقق صدق رسالتها الاعلامية من تثقيف للمجتمع وتنبيهه الى ما ينفعه وتجنب سلوك اللامبالاة.