أوتاوا - د. محمد الخازم:
عندما بدأت دراسة الدكتوراه بجامعة كوين بمدينة كنقستون الكندية، كنا فقط طالبين سعوديين، أنا والصديق الدكتور أحمد أنديجاني، ومع نهاية فترة دراستي (1999 -2003م) لم يتجاوز عدد الطلاب السعوديين عدد أصابع اليد الواحدة. قبل أيام قمت بزيارة سريعة للمدينة، أستعدت فيها بعض ذكريات الماضي، فكان عدد الطلاب السعوديين بها يتجاوز الأربعين طالباً، يجمعهم ناد طلابي سعودي والعديد منهم ترافقه عائلته. هذا مثال لتطور أعداد المبتعثين السعوديين إلى كندا وبقية دول العالم خلال عقد من الزمان.
ومثال آخر تحكيه إحدى أقدم الموظفات بالملحقية التعليمية السعودية بكندا السيدة جوي وايتل، تتذكر السيدة وايتل حفل تخرج الأطباء السعوديين من كندا عام 1988 بمدينة مونتريال تحت رعاية سمو الأمير بندر بن سلطان سفير خادم الحرمين الشريفين - آنذاك بالولايات المتحدة وكندا. كان حفلاً بسيطاً، كما تحكيه أقدم موظفة بالملحقية التعليمية بكندا السيدة جوي وايتل، لكنه لفت انتباهها الاحتفاء في ذلك الحفل بتخرج أول طبيبة استشارية تتخرج من كندا وكانت في تخصص طب الأطفال. حالياً يزيد عدد الطبيبات المتدربات في كندا عن 200 طبيبة سعوديه ضمن حوالي تسعمائة طبيب سعودي. هذا العام وبرعاية معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري وبحضور سفير خادم الحرمين الشريفين بكندا الأستاذ نايف السديري والملحق الثقافي بكندا الدكتور علي البشري، يتم الاحتفاء بتخريج دفعة جديدة من خريجي برنامج الابتعاث بكندا تتجاوز الألف خريج وخريجة، يشملون خريجي برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث ومبتعثي الجهات الحكومية الأخرى الذين ترعاهم الملحقية التعليمية أثناء دراستهم بكندا، ويتجاوز عددهم ألف خريج.
هذه الذكريات وهذا الحدث قاداني إلى الرغبة في إلقاء الضوء حول الملحقية التعليمية بكندا وأدوارها المختلفة، بداية اللقاء مع الملحق الثقافي بكندا سعادة الدكتور علي البشري حيث طلبنا منه إلقاء الضوء حول حفل التخرج الذي سيتم إجراؤه خلال أيام، فجاءت إجابته بأن الهدف من حفلات التخرج هو مشاركة أبنائنا وبناتنا خريجي برنامج الابتعاث فرحتهم بإنهاء متطلبات تخرجهم بالجامعات الكندية، وفي الوقت نفسه تقديم الشكر والتقدير للجامعات الكندية التي أسهمت في تعليم طلابنا وأطبائنا من مختلف القطاعات الحكومية السعودية، حيث إن مثل هذه الاحتفاليات تعزز العلاقة مع المؤسسات التعليمية الكندية. يصاحب حفل التخرج، كذلك، يوم المهنة والذي يتاح من خلاله تعريف الجهات التوظيفية والجامعات السعودية بمخرجات برنامج الابتعاث والإسهام في إتاحة الفرص التوظيفية للمبتعثين وبالذات مبتعثي برنامج خادم الحرمين الشريفين الذين ليس لها ارتباط وظيفي بالمملكة، وكذلك تعريف الطلاب بالفرص الوظيفية المتاحة بالمملكة.
وأضاف بأن رعاية معالي وزير التعليم العالي لمثل هذه الاحتفالية يشكل دليلاً واضحاً على اهتمام معاليه ودعمه لبرامج الابتعاث ولجهود الملحقية التعليمية بكندا. كما أجدها فرصة للإشادة بالتعاون القائم بين الملحقية التعليمية وسفارة خادم الحرمين الشريفين بكندا، حيث تعمل السفارة مع الملحقية بشكل تكاملي لتحقيق توجيهات خادم الحرمين الشريفين الدائمة في ضرورة الاهتمام بالمواطن السعودي في الخارج، ومن ضمنهم أبناء الطلاب والطالبات ومرافقيهم.
وحول الخدمات التي تقدمها الملحقية الثقافية بكندا للمبتعثين، أشار د. البشري إلى أن الملحقية منذ أن تأسست عام 1978م وهي تبذل قصارى جهودها لخدمة جميع الطلاب والمتدربين بكندا، وقد كان تركيزها في البداية على الأطباء حتى أتى برنامج خادم الحرمين الشريفين وتم التوسع بشكل كبير في كل التخصصات، حيث وصل عدد المبتعثين بكندا إلى حوالي خمسة عشر ألف مبتعث، منهم ما يقارب الألف طبيب. والخدمات التي تقدم للمبتعثين متنوعة وتشمل مساعدتهم في الحصول على القبول الأكاديمي أو الحصول على القبول ببرامج الزمالات بالنسبة للأطباء، وفي متابعتهم دراسياً وصرف كل المستحقات والضمانات المخصصة لهم، ومساعدتهم في الجوانب الثقافية والاجتماعية، لهم ومرافقيهم من خلال الأندية الطلابية والتعليمية المختلفة. ولمزيد من التفاصيل في هذا الشأن أحالنا سعادته لأخذ مزيد من التفاصيل من قبل مسؤولي الملحقية الآخرين.
الدكتورة سامية الجابري رئيسة قسم القبول والعلاقات الأكاديمية بالملحقية أشارت إلى أن الملحقية تبدأ مع الطلاب حتى قبل وصولهم لبلد الابتعاث - كندا - حيث تساعدهم في الحصول على القبول بمعاهد اللغة ومختلف البرامج الأكاديمية، رغم أن القبول بالذات في الدراسات العليا يتطلب مبادرة الطالب بنفسه في التقديم للجامعة ومتابعة أوراق قبوله، لكن الملحقية تساعده في التعرف على متطلبات القبول وتحضيرها، وفي سبيل ذلك تم إصدار عدد من المطويات والكتيبات ذات العلاقة وكذلك عقد ورش عمل بمختلف المدن الكندية للطلاب الذين ما زالوا في مرحلة اللغة أو يسعون للحصول على القبول في مراحل دراسية عليا حول آليات التقديم للجامعات وكيفية تعبئة البينات المختلفة وإعداد المعلومات المطلوبة مثل كتابة أهداف الدراسة ورؤية الطالب حول دراسته العليا والأبحاث التي يود إجراءها، إلخ. وفي هذا الشأن تضيف إلى أن القبول في الجامعات الكندية لمرحلة البكالوريس ميسر طالما أنهى الطالب متطلبات اللغة في معهد معترف به من قبل الجامعة. لكن الصعوبات تكمن في القبول للدراسات العليا حيث إن متطلبات الجامعات الكندية تعد عالية جداً سواء من ناحية مستوى اللغة أو المتطلبات والشروط الأخرى. القبول في كندا ليس بالأمر السهل مقارنة بالدول الأخرى بدليل تمكن العديد من الطلاب من الحصول على قبول بالجامعات الأمريكية أو البريطانية أو الأسترالية واضطرارهم للتحويل من الدراسة بكندا إلى تلك الدول. وحول مبررات ذلك أشارت إلى القبول للدراسات العليا يتطلب في البداية موافقة الأستاذ الجامعي للإشراف على الطالب والأساتذة هنا يجدون دعماً كبيراً من المؤسسات الكندية في مجال البحث العلمي لا يحفزهم كثيراً لقبول طلاب أجانب من أجل الحصول على دعم مالي لبحوثهم كما يحصل بجامعات دول أخرى، وبالتالي فهم يحرصون كثيراً على استقطاب الطلاب المميزين القادرين على المنافسة مع الطلاب الكنديين والأجانب من الجنسيات الأخرى. إضافة إلى أن هناك تفضيلاً لطلاب دول أخرى لها علاقات خاصة مع كندا مثل طلاب دول الكومنولث أو الدول التي يهاجر ويستقر أبناؤها بكندا بعد إنهاء دراستهم. ورغم ذلك تشير الدكتورة الجابري إلى أن هناك تطوراً كبيراً في هذا الشأن وبالذات مع تعرف أبنائنا المبتعثين على شروط ومتطلبات القبول والسعي نحو تحقيقها بشكل مبكر ومنظم ومع تفعيل وحدة العلاقات الأكاديمية التي تسهم في توطيد العلاقامع المؤسسات التعليمية الكندية بشكل أكبر، حيث نعتبر أن التعريف بأهداف برنامج البعثات السعودي وبالدعم الذي يحصل عليه المبتعث السعودي وآلية اختياره يسهم في بناء الثقة لدى المؤسسات الكندية بالطلبة السعوديين وبالتالي الإسهام في زيادة عدد المقبولين بمختلف الجامعات الكندية. وهذا يقود إلى سؤالنا للدكتورة الجابري حول العلاقات الأكاديمية؟
العلاقات الأكاديمية كما تشرحها الدكتورة الجابري تعنى بمتابعة أداء مؤسسات تعليم اللغة حيث يتم التأكد من معايير تميزها في تعليم اللغة والاعتراف بها من خلال المعايير العديدة التي تضعها الملحقية ومن خلال الزيارات المختلفة لتلك المعاهد ومن خلال الاستبيانات الموجهة للطلاب وغير ذلك حيث تحرص الملحقية على توفر الشروط الأكاديمية المناسبة للاعتراف بتلك المعاهد من قبلها ومن قبل وزارة التعليم العالي، حيث يبلغ عدد المعاهد المعترف بها حالياً 138 معهداً. إضافة إلى ذلك يتم تبادل الزيارات وعقد الاتفاقيات مع الجامعات الكندية والمستشفيات بخصوص إتاحة مزيد من الفرص للطلاب السعوديين بتلك المؤسسات والتمكن من متابعتهم وتوجيههم بشكل يسهم في تطوير أدائهم وفق الأنظمة المتعارف عليها في هذا الشأن..
الدكتور محمد السكيت مشرف وحدة تدريب الأطباء أشار إلى تدريب الأطباء يحظى بالعناية منذ تأسيس الملحقية ونلحظ ازدياداً لأعداد الأطباء المتدربين عاماً بعد عام (حسب الرسم البياني المرفق) وتتولى وحدة الأطباء متابعة الطبيب المبتعث منذ بداية رغبته في التقديم حيث يتم مساعدته في تحقيق متطلبات القبول بما فيها الاختبارات المطلوبة ومساعدته في القبول بأحد المستشفيات بما في ذلك ترتيب المقابلات التي تجريها الجامعات والمستشفيات كأحد شروط القبول ومتابعة سير التدريب وحل جميع الإشكالات التي قد تعترض الطبيب أثناء تدريبه...الخ. ويحتل الأطباء السعوديون النسبة الأكبر من الأطباء الأجانب بكندا حيث يمثلون حوالي 70% من الأطباء الأجانب وغير المهاجرين المتدربين بكندا وما نسبته 50% من الأطباء الأجانب والمهاجرين الذين لا يحملون الجنسية الكندية. حيث وصل عدد الأطباء السعوديين 971 طبيباً من بين 2025 طبيباً أجنبياً متدرباً في المستشفيات والجامعات الكندية - لا يشمل ذلك الملتحقين بالبرامج التحضيرية كبرامج اللغة وبرامج كابلن. كما بلغ عدد الخريجين لهذا العام 286 طبيباً. ونسعى في كل عام إلى زيادة أعداد المقاعد المتاحة لتدريبهم، وقد بدأنا أخيراً وبالتعاون مع بعض الجامعات في إتاحة الفرصة لدراسة البكالوريس في الطب بكندا، حيث لم يكن ذلك متاحاً في السابق. بل إن وحدة الأطباء ونتيجة لأهمية توعية الأطباء في المملكة بمتطلبات القبول واشتراطات التدريب بكندا حصلت على موافقة معالي وزير التعليم العالي لتنظيم بعض ورش العمل المتعلقة بقبول الأطباء داخل المملكة للطلاب والأطباء الراغبين في الحصول على فرص تدريبية بكندا.
الدكتور ناصر الشلعان مساعد الملحق الثقافي للشؤون الأكاديمية بدوره أكد أن الملحقية معنية بمتابعة الطالب أثناء سيره الدراسي ومتابعة كل ما يتعلق به من اعتماد صرف مستحقاته وذويه وصرف الضمانات المالية للمؤسسات التعليمية، والأهم من ذلك المساعدة الأكاديمية في تنفيذ أو تحديد الخطة الدراسية المعتمدة في قرار الابتعاث، وحتى نهاية البعثة يتم توثيق شهادات المبتعث وتصديقها، عن طريق وحدة التوثيق والترجمة التي تتولى توثيق جميع الشهادات الصادرة من كندا وتصديق الترجمة للشهادات السعودية المعتمدة. وحول الصعوبات في هذا الشأن أشار سعادته إلى أن الطالب السعودي في كندا ليس مختلفاً عن بقية الطلاب، فهناك المتميز والملتزم بضوابط الدراسة والابتعاث، وهناك المتوسط والمتدني المستوى، لكن الملحقية تتابع الجميع وتضع مصلحة الطالب أولاً، وتعتقد أن نجاح الطالب هو نجاح لها. وبتفاءل يشير سعادته إلى أن نسبة التعثر الدراسي تعتبر محدودة لها ظروفها الخاصة سواء الثقافية أو العلمية ولا تتجاوز المتوقع للطلاب الجامعيين في أي مكان، بما فيها المملكة. وأضاف بأن ذلك يحسب أولاً لطلابنا وطالباتنا الذين يدركون أهمية التمسك بفرصة الابتعاث وتحقيق النجاح المطلوب، كما يحسب كذلك لسخاء وكرم حكومة خادم الحرمين الشريفين التي لا تتوانى في دعم أبنائها الدراسين في كل مكان بشكل يساعدهم في التفرغ لدراستهم وتحقيق الآمال المعقودة عليهم.
الدكتور فهد الجمعة مساعد الملحق الثقافي للشؤون الإدارية والمالية إلى أن حكومة خادم الحرمين الشريفين لا تبخل بكل ما فيه دعم لأبنائنا المبتعثين، حيث يتولى قسم الشؤون المالية والإدارية جميع الأمور المالية والإدارية المتعلقة بعمل الملحقية وصرف مستحقات أبنائنا الطلبة وذويهم بشكل منتظم. وعن تأخر المكافآت الشهرية أضاف سعادته بأن ذلك لا يحصل بالنسبة للطلبة الدراسين بكندا، لأننا نعتبر ذلك حقاً من حقوق الطلبة الذي لا يمكن تجاوزه أو التهاون فيه ونشكر وزارة التعليم العالي على تعاونها في هذا الشأن. ويضيف سعادته بأن وجود أنظمة متميزة كنظام سفير بأجزائه المختلفة ونظم التعاملات الإدارية بوزارة التعليم العالي سهل مهمتنا كثيراً ولدينا بالملحقية التعليمية قسم متخصص في تقنيات الحاسب الآلي مهمته متابعة تشغيل وصيانة مختلف الأنظمة التقنية بالملحقية والمساهمة في تطويرها بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي، وكذلك تحديث وتطوير مواقع الملحقية المختلفة. وهي فرصة للإشارة إلى ثراء موقع الملحقية التعليمية بكندا بكل ما يحتاجه البمتعث قبل وأثناء الابتعاث، لذا نحث جميع من لهم علاقة وبالذات المبتعثين قبل وأثناء الابتعاث على زيارة الموقع بشكل مستمر للاطلاع على الخدمات المتنوعة والمتجددة التي يقدمها.
الأستاذ أحمد الكريدا مشرف وحدة الإرشاد الطلابي يضيف بأن الملحقية مهتمة بالجانب الإرشادي، لذلك تعنى وحدة الإرشاد باستقبال الطلاب ومكالماتهم على مدار أربع وعشرين ساعة وتقوم بترتيب لقائهم بالمشرفين الدراسيين أو المسؤولين بالملحقية وفتح ملفات الطلاب الجدد وإصدار تذاكرهم وغيرها من الخدمات. ويتم تسجيل المكالمات ومراجعتها بغرض ضبط الجودة والتأكد من قيام الموظفين بأعمالهم تجاه الطلاب دون تقصير أو تأخير.
الدكتور عبدالعزيز الصالح مساعد الملحق التعليمي للشؤون الثقافية ختم هذه اللقاءات بالإشارة إلى أن الملحقية تدعم تأسيس الأندية الطلابية السعودية وفق ضوابط معتمدة من الوزارة بغرض دعم الطلاب اجتماعياً وثقافياً، ومن خلالها تقام الأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية للطلاب بكل مدينة. كما أن تلك الأندية ويبلغ عددها 28 نادياً تلعب دوراً في تعريف البيئة المحلية بالمدن الكندية بنشاطات الطلاب السعوديين وبالمملكة عبر الاحتفال بالمناسبات الوطنية والدينية السعودية المختلفة كاحتفالات الأعياد واليوم الوطني وغيرها. إضافة إلى ذلك فإن الملحقية تتابع المراكز التعليمية لأبناء المبتعثين بمختلف المدن الأمريكية. وختم بأن مهمة الشؤون الثقافية تحقيق إستراتيجية ورؤية الملحقية ممثلة للتعليم العالي في المجال الثقافي من ناحية إبراز جهودها في المجتمع الكندي وكذلك في المجتمع السسعودي ودعم المبادرات الثقافية المختلفة سواء الإصدارات المكتوبة أو الندوات وورش العمل المختلفة. كذلك تسهم في ترتيب اللقاءات المتنوعة التي تعقد بالملحقية سواء لضيوفها من داخل المملكة أو خارجها، حيث تعتبر الملحقية مقصداً للعديد من المسؤولين السعوديين الزائرين لكندا باعتبارها البوابة الأولى للتواصل مع المؤسسات التعليمية والثقافية الكندية المتنوعة.
وأخيراً فإن الإدارات المرتبطة بالشؤون الثقافية تسهم في تنظيم ورش العمل التي تعقدها الملحقية بمختلف المدن الكندية لطلابها، بما في ذلك لقاءات سعادة الملحق مع أبنائه الطلاب في مختلف المدن الكندية التي يوجد بها الطلاب السعوديون.
دعواتنا بالتوفيق لأبنائنا المبتعثين والمبتعثات في كندا وغيرها من الدول، وتهانينا للخريجين منهم الذين ننتظر أن نراهم ضيوفاً لتحقيق قادم حول تجاربهم وخبراتهم في الابتعاث ونصائحهم لزملائهم القادمين.