وعدت السلطات السورية امس الجمعة «بمبادرات انسانية» قبل ايام من انعقاد مؤتمر جنيف-2 للسلام في سوريا بينما تلتقي المعارضة السورية وسط انقسامات شديدة في اسطنبول للبت في امكانية مشاركتها في المؤتمر وتتعرض لضغوط شديدة من داعميها العرب والغربيين. فقبل خمسة أيام على المؤتمر، أعلن النظام السوري استعداده للسماح بإيصال المساعدات وبتبادل اسرى مع المقاتلين وباتخاذ ترتيبات امنية تسمح بوقف العمليات العسكرية في مدينة حلب شمال سوريا. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الجمعة بعد محادثات مع نظيره السوري وليد المعلم «نشير الى ان الحكومة السورية مستعدة وكما اكد الوزير (السوري) الجمعة،الى اتخاذ سلسلة من الإجراءات ذات الطابع الانساني خصوصا ردا على دعواتنا». من جهته، صرح المعلم ان النظام السوري مستعد لتبادل «معتقلين في السجون السورية مقابل مخطوفين لدى الجماعات المسلحة». وقال «قدمت للوزير لافروف امس مشروع ترتيبات امنية يتعلق بمدينة حلب (...) لإجراء الاتصالات اللازمة لضمان تنفيذه وتحديد الساعة الصفر التي يبدأ فيها وقف العمليات العسكرية». وتحقق هذه المقترحات بعض الشروط التي وضعتها المعارضة السورية في المنفى والتي تأخر اجتماعها من الظهر الى المساء بسبب الخلافات المتعلقة بشروط اعادة انتخاب رئيس الائتلاف مطلع الشهر الحالي، بحسب مصادر من اعضاء الائتلاف. وعلى الصعيد السياسي اشترط الائتلاف خصوصا ان تتم المحادثات «على اساس انتقال تام للسلطة» وان «هيئة الحكم الانتقالية لا يمكن أن يشارك فيها بشار الأسد أو أي من المجرمين المسؤولين عن قتل الشعب السوري، كما لا يمكن لهم القيام بأي دور في مستقبل سوريا السياسي». ورفض النظام السوري هذه الشروط وكرر انه لن يتوجه الى سويسرا «لتسليم السلطة الى احد..ولن نقبل عقد صفقات مع احد»مؤكدا انه يعود لبشارالاسد ان يقود المرحلة الانتقالية. وفي مواجهة التحفظات المتزايدة في صفوف المعارضة على هذا المؤتمر، ضاعفت الجهات الغربية والعربية الداعمة للمعارضة السورية التطمينات والضغوط لاقناعها بالذهاب الى سويسرا،حيث باتت مشاركتها في المؤتمر شرطا لا بد منه لتأكيد مصداقيتها. والجمعة، حذر وزير الخارجية الاميركي جون كيري النظام السوري من اي محاولة «لتحوير هدف» المؤتمر جنيف-2. واكد كيري ان «العالم لن يسمح لسوريا بخداعه»، محذرا دمشق من «رد اقوى» في حال حاول التضليل. وافادت وسائلعلام بريطانية ان الولايات المتحدة وبريطانيا هددتا مباشرة بوقف المساعدات للائتلاف في حال رفض المشاركة. ميدانيا انسحب عناصر الدولة الاسلامية في العراق والشام من مدينة سراقب، احد ابرز معاقلهم في محافظة ادلب في شمال غرب سوريا، اثر معارك مع تشكيلات اخرى من المعارضة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان امس الجمعة. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس «انسحب عناصر مايسمى الدولة الاسلامية في العراق والشام) فجرالجمعة من مدينة سراقب، في اتجاه بلدة سرمين، على بعد نحو 15 كلم غربا. واضاف ان عناصر هذا التنظيم الجهادي المرتبط بالقاعدة انسحبوا بعدمااصبح وضعهم صعبا في المدينة، وحوصروا من قبل الكتائب الاسلامية والكتائب المقاتلة في الطرفين الغربي والجنوبي لسراقب. وأوضح عبد الرحمن ان هذه المدينة كانت من ابرز معاقل الدولة الاسلامية في ادلب، وتواجد فيها اكثر من 300 مقاتل قبل بدء المعارك، مشيرا الى ان العشرات من هؤلاء قتلوا اوجرحوا خلال الايام الماضية.