للبدايات ألق يستحق أن يتجذر في الذاكرة. وحين بدأ الصالون الثقافي بالخرج أولى خطواته معنياً بالشأن الثقافي كانت قوية للحد الذي يبشِّر بقدوم واعد؛ لذا كان ختام الأنشطة للسنة الأولى (1434) أشبه بعرس ثقافي، تزاوجت فيه الكلمة مع الصورة، والشعر مع النثر، ما بين إلقاء عذب من الأستاذة منى السعيدي، وإنشاد من القلب لقصيدة لغة الضاد من الجوهرة الدعيس، وترحيب يخترق حجب القلوب لصاحبة الأحدية سارة الخزيم، تساندها مساعدة الأحدية صالحة الداعج بباقات كلمات ينطقها اللسان وباقات ورد تحملها اليدان في شرح واف لمسيرة الأحدية خلال عام منصرم.
أجواء تبعث على الشعر في حضرة الشعر؛ إذ أحيت الدكتورة هيا السمهري مديرة قسم التعليم الأهلي والأجنبي بالوزارة سابقاً ساعات تلك الليلة بقصائد من شعرها؛ لينتهي مطاف الشعر على وقع الخطى بين أروقة المعرض المصاحب الذي ازدان بلوحات الفنانات المشاركات بالمسابقة الثقافية التي رعتها الأحدية ضمن قائمة من الأهداف حيث المواهب الواعدة، ورعايتها على رأس الأولويات..
وقد شملت المسابقة الثقافية فرع القصة والشعر، إضافة للرسم والتصوير التشكيلي. وحظيت اللوحات الفائزة بالمسابقة بوهج فني من الفنانة التشكيلية غدير الفهيد بنقدها الفني الذي أضاف لجمال اللون جمال الكلمة..
وقد عبَّرت الفائزات عن بالغ الفرح مكررات الشكر للأحدية التي فتحت لهن المجال لإظهار ما لديهن من نتاج، كما كان لبعض الحضور رأيه في أن هذا الحفل سيشكِّل مرتكزاً للتحفيز للقادم، في حماس لإظهار مواهب يتمتعن بها، ولم يجدن بيئة خصبة كالأحدية تدفعهن للمضي قدماً في رعاية وإظهار ما لديهن.
وحظي الحفل بحضور وافر من منسوبات التعليم، على رأسهن مساعد مدير تعليم الخرج للشؤون التعليمية شريفة القرني، التي ذكرت أن الأحدية تجربة فريدة في محافظة الخرج، تعكس الفكر والمستوى الثقافي لدى سيدات الخرج، وتشجع الأديبات الصغيرات من بناتنا للظهور والإبداع وإبراز مواهبهن، وتدعم الجميع، وتدعو إلى التمسك بلغة الضاد..
كما أثنت مديرة الإشراف شادية القحطاني على اهتمام الأحدية برعاية الأديبات والمواهب الواعدة، مبينة أن المسؤولية المجتمعية بطبيعة الحال تُعد رسالة لا يتحمل عبأها إلا ذوو الفكر النير أفراداً ومؤسسات، وتُعتبر مبادرة الأحدية نموذجاً لذلك..
كما أعربت رئيسة قسم المتابعة بتعليم الخرج شيخة الدوسري عن ابتهاجها بالاهتمام الذي أولته الأحدية للمواهب الشابة، موضحة أن هذا الاهتمام يُعد نافذة للتنفيس الإيجابي للطاقات واستثماراً لها فيما يعود على المجتمع بالنفع.
أما الفائزات بالفن التشكيلي فهن الفنانة ماجدة رشيد العبيدي عن لوحتها (وكنت طيراً) و(لوحة الغزال) لمريم متعب العتيبي. كما فازت لوحة (حلم) للفنانة نورة خالد الحسين، ولوحة (الفرس) لنهى السبيعي.
وفي مجال التصوير الضوئي بيان القرني، نورة محمد البعيجان وصفية منصور الحويطان.
وفي مجال تشكيل الخط العربي نورة حمود الحربي، وفي مجال القصة القصيرة أسماء صالح الصخبير، فاطمة يحيى عدوان وندى إبراهيم الحربي.
وفي مجال الشعر أثير عبدالعزيز الفيصل، نورة فهد الدوسري ونورة علي القحطاني.
يُذكر أن الحفل تم بالتعاون مع المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالقسم النسائي، ممثلاً في مديرة القسم منى السعيدي.