جُبلت النفس العربية الأبيّة على حب الشجاعة والكرم والوفاء والإيثار ومكارم الأخلاق، وهذا ما وثقه التاريخ شعراً ونثراً على مر العصور وهو الأمر الذي يتوافق مع الفطرة الإسلامية السليمة، قال الله تعالى: {وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} (39) سورة سبأ.
أي يعطيكم عوضاً عنه، ويعوّضه عليكم، إما في الدنيا أو في الآخرة، لأن بيده سبحانه خزائن الرزق.عن جابر- رضي الله عنه- قال: (ما سئل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- شيئاً قط فقال: لا) متفق عليه. وقبل عشرات السنين كما وثق ذلك عبدالله بن محمد بن ردّاس في كتابه - شاعرات من البادية- تقول في السياق نفسه الشاعرة (رقوى الوسوسية) من حرب من الفردة:
أنا أشهد إن قلبي يحب المشاكيل
حتى البعيد اللي تجيني اخباره
أحبهم حب العرب للغراميل
بخطو الشعيب اللي جديدٍ خضاره
وأنا أبغض اللي قال قولٍ ولا قيل
وأمنفلٍ روحه بليا خساره
عند (الحليله) رابضٍ كنّه (الفيل)
ويفرح إليا صكّوا عنه يم جاره..!