في الاعتراف الدولي بتجربة إستراتيجية السلامة المرورية التي أعدتها هيئة تطوير الرياض قصة وحكاية يجب روايتها والافتخار بها, في مدينة كالرياض التي تعتبر من أكثر مدن العالم ازدحاما مروريا فإن التحدي لمعالجة هذا الملف قد يعتبر كابوسا لكل من سيتصدى له ويحمله, ولكن حين تكون الرغبة في تحقيق الغاية ويوفر لها الإمكانات وتجد القيادة السليمة لها فإنه في قاموس الرياض بشكل عام كلمة مستحيل أن تعريفها الآن كخبر ماضياً كان ولن يكون.
الخطة المرورية التي نجمت عن هذه الإستراتيجية التي أطلقتها الهيئة وبالتعاون مع مرور منطقة الرياض والأجهزة الحكومية ذات العلاقة تميزت في نهجها أنها تسعى إلى الحل مع مراعاة كافة الظروف وعدم الإغفال لأية تفصيلة مهما كانت في ظاهرها بسيطة وغير مهمة, هذه الإستراتيجية وضعت بحيث تكون الحلول متنوعة تبدأ من العقل وتنتهي على الطريق.
هذا الاعتراف الدولي الذي وسمت به التجربة السعودية بالتميز كان في المؤتمر العالمي الثاني للسلامة على الطرق الذي عقد بمقر الأمم المتحدة بجنيف, وسابقا أيضا عرضت الإستراتيجية السعودية في المؤتمر الآسيوي الاسترالي للسلامة على الطرق الذي عقد في ملبورن في فترة سابقة من العام المنصرم, عندما تكون المقارنة مع دول سبقتنا في البحث عن حلول لأزمات المرور لديها وفي مدن لديها جوانب تسهل إيجاد هذه الحلول ونحصل على الاعتراف الدولي والإشادة بالتميز فإنه بالتأكيد ما تضمنته هذه الإستراتيجية يستحق التميز ونجح بالتطبيق على ارض الواقع.
الملف المروري لدينا كما هو معروف ملف ليس محدوداً بفترة زمنية أو جغرافية لكي يعالج بشكل سريع, الملف المروري لدينا بالتنوع السكاني الجغرافي لدينا يجعله ملفا متجددا في أزماته بشكل يومي, وبالتالي في أية إستراتيجية يتم وضعها يجب مراعاة أن الحلول أيضا يجب أن تكون متجددة ومتنوعة, هذه أهم ميزات الإستراتيجية المرورية التي حصلنا على اعتراف دولي فيها.
البحث والعمل والتقصي لتقديم كل ما هو ناجع ومفيد لتطوير هذه الإستراتيجية واجب وطني لا يقتصر على الجهات الحكومية بل يشمل كل مكونات المجتمع السعودي, ولدينا في جلسات صاحبي السمو الملكي أمير منطقة الرياض رئيس الهيئة العليا لتطوير منطقة الرياض ونائبه صاحب السمو الملكي نائب أمير منطقة الرياض نائب رئيس الهيئة العليا لتطوير منطقة الرياض ولقاءات معالي الأمين في أمانة الرياض المهندس عبدالله المقبل وسعادة عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض رئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة المهندس فهد السلطان كلها يمكن تسجليها تحت بندي الباب المفتوح والعصف الذهني, فكل من لديه فكرة أو مشروع يساهم في حل أزمة مرورية فباب الإمارة مفتوح والكل يفكر معا بصوت مرتفع, نحتاج إلى مزيد من الإبداع والتميز في حل أزمة المرور لدينا, فالحمد لله نحن في ازدياد وتوسع دائما, والمستقبل لا يمكن رهنه بأزمة مرورية, لهذا فكلمة مستحيل لدينا أصبحت من الماضي وفي الرياض لا يأس مع العمل الوطني الهادف بوجود خالد بن بندر وتركي بن عبدالله حفظهما الله.