علي سالم العنزي - الجزيرة:
الأطفال جيل المستقبل الذي تنهض به الأمم وترتقي الدول بتنميتهم وتعليمهم وإبقائهم بصمة جيدة ليواصلوا مسيرة الحياة وتحقيق الأهداف ... أما سوريا وأطفالها فيعيشون مأساة توقف مسيرة الحياة الكريمة لديهم فلا تعليم ولا صحة ولا يجدون دفء الحياة ... لفقدان الكثير منهم إما أبيه أو أمه أو كليهما ... فأطفال سوريا يمثلون 52% من مجمل أعداد اللاجئين السوريين في دول الجوار السوري ، الأردن وتركيا ولبنان ومصر والجزائر وتونس، وفق تقرير منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف الذي حذر مما سماه « الجيل الضائع» إذ إن الأطفال هم الأكثر تضرراً من تدهور الأوضاع في سوريا وصعوبة الحياة داخل مخيمات اللجوء في دول الجوار السوري.
أخطار صحية محدقة
تعمل منظمات الإغاثة الدولية على تلقيح الأطفال داخل مخيمات اللجوء ضد الأمراض التي يخشى أن تنتشر في صفوفهم في ظل الظروف الصحية المتدنية التي يعيشون في ظلها، خاصة شلل الأطفال والحصبة والسل وأمراض أخرى.
وقد أقام الصليب الأحمر الدولي في مخيم نزب في تركيا وحدة صحية خارج المخيم لتلقي الحالات الحرجة.
وتمثل ذكريات الصراع المؤلمة التي عاشها الأطفال أحد أهم التحديات التي تواجهها الفرق الطبية داخل مخيمات اللجوء ، أما في مخيم الزعتري فيوجد عشرات الحالات بين الأطفال ممن يعانون من أزمات نفسية حادة جراء ما شاهدوه من دمار ودماء، مراد يلفت إلى أن الأطفال الأكبر عمرا نسبيا هم الأكثر تضررا نفسيا من الصراع ومن المشاهد التي رأوها.
مدرسة المخيم ذات الفصل الواحد
وتحاول المنظمات الإغاثية إقامة مدارس داخل المخيمات في محاولة لتدارك الظروف القاسية التي يعيش فيها الأطفال وللحفاظ على مستقبلهم التعليمي خاصة مع امتداد أمد الصراع السوري، على الرغم من اعتماد تلك المدارس على الطرق البدائية إلى حد كبير، فهي عبارة عن خيمة بها عدد من الكراسي وفي كثير من الأحيان يضطر العديد من الأطفال الجلوس على الأرض.
425 ألف طفل دون الخامسة
اليوم هناك أكثر من مليون لاجئ سوري من الأطفال، منهم 425.000 طفل دون سن الخامسة. وقد فرت الغالبية العظمى من هؤلاء اللاجئين سواء إلى لبنان أو الأردن أو تركيا أو مصر أو العراق. وتم تحديد نحو 8.000 طفل منهم كمنفصلين عن عائلاتهم.
ويُعد الوضع أسوأ كثيراً بالنسبة لما يزيد عن ثلاثة ملايين طفل نازح داخل سورية. وبحلول نهاية عام 2014، سيكون ما يقدر بـ4.1 ملايين لاجئ سوري بحاجة إلى المساعدات، ويشمل ذلك مليوني طفل. ودعت الوكالات الجهات المانحة لتقديم دعم قوي قبل انعقاد المؤتمر الثاني الذي استضافته دولة الكويت من أجل تقديم التعهدات بشأن سورية، حيث تناشد الوكالات للحصول على 2.3 مليار دولار لتنفيذ الأنشطة داخل سورية، و4.2 مليارات دولار للتعامل مع احتياجات اللاجئين.
ويشكل الأطفال والنساء ثلاثة أرباع أجمالي تعداد اللاجئين السوريين.
وقد أكدت آخر إحصائية دولية نشرت في شهر سبتمبر الماضي أن عدد الأسر التي تعولها امرأة في الأردن بلغ 41.962 أسرة، فيما وصل العدد في لبنان إلى 36.622 ألف أسرة، في حين قامت المفوضية بتسجيل 2.440 طفل غير مصحوب بأبويه أو منفصلا عنهم في لبنان، وبلغ العدد في الأردن 1.320 طفلا.
وتشير تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونسيف» إلى أن هناك حاليا أكثر من 4 ملايين طفل في حاجة إلى المساعدة الإنسانية داخل سورية، بالإضافة إلى 1.1 مليون آخرين يعيشون خارج البلاد كلاجئين، ويشكل الأطفال %52 من إجمالي تعداد اللاجئين السوريين، حيث يستضيف لبنان والأردن أكثر من %60 من إجمالي عدد الأطفال السوريين اللاجئين، ومنذ شهر أكتوبر الماضي فإن هناك 219.238 ألف طفل يعيشون في الأردن مقابل 385 ألف طفل سوري في لبنان.
وتسعى اليونيسف في عام 2014 إلى توفير 835 مليون دولار لتمويل استجابتها للاحتياجات الإنسانية العاجلة للأطفال المتضررين من الأزمة السورية، وبزيادة تقدر بـ%77 مقارنة بالعام الماضي، وبذلك يعتبر هذا المبلغ أكبر مبلغ تطلبه المنظمة من الجهات المانحة خلال تاريخها الممتد لـ67 سنة، والذي يعتبر جزءا من نداء أوسع أطلقته الأمم المتحدة وشركاؤها من أجل سورية. وتغطي خطة الاستجابة الإقليمية التي تستهدفها اليونسيف لعام 2014 تقديم كل أنواع المساعدات الإنسانية واحتياجات إلى اللاجئين في الداخل السوري بالإضافة إلى اللاجئين المنتشرين في خمس دول مجاورة هي لبنان والأردن وتركيا والعراق ومصر وذلك من خلال ميزانية إجمالية تقدر بـ6.5 مليارات دولار، حيث تشير تقديرات المنظمة إلى وجود ما يقارب من 250 ألف سوري محاصرين ولا يمكن الوصول إليهم لتقديم المساعدة، كما يقيم 2.5 مليون في مناطق يصعب على عمال الإغاثة الوصول إليها.