المتقاعدون رجالاً ونساءً بنوا وأعطوا وأفنوا زهرة حياتهم في خدمة وطنهم بأمانة وإخلاص حتى إن بعضهم لا يزال يواصل نشاطه بكفاءة واقتدار في بعض الأجهزة الحكومية والخاصة، وللأمانة والتاريخ فإن للإنسان العظيم سيدي الأمير نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله وأسكنه فسيح جناته- الرئيس الفخري لجمعية توجيهاً كريماً واهتماماً وعناية وتفاعلاً بالمتقاعدين كونهم أساس البنية التحتية لبناء هذا الوطن العزيز فأصدر - رحمه الله- توجيهاته بتكوين لجنة ثلاثية مكوّنة من ثلاث جهات الجمعية الوطنية للمتقاعدين والمؤسسة العامة للتقاعد والتأمينات الاجتماعية من أجل أن تهيأ لهم أجواء معيشية كريمة واليوم وقد استبشر المتقاعدون بالرئيس الفخري صاحب السمو الملكي سيدي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية فإن الآمال كبيرة في سموه، فالمتقاعدون والمتقاعدات يأملون من سموه الكثير والكثير وهو صاحب المواقف الفاعلة والملموسة في كل ما فيه خدمة الوطن والمواطن، فالمتقاعدون اليوم أصبحوا يعانون الأمرّين من غلاء المعيشة وظروف تقاعدهم، فمثلاً مواطن تقاعده الشهري 1800 ريال ولديه أسرة كبيرة ومسكن مستأجر فكيف سيكون عيشه، أمر آخر أشار إليه مؤخراً أحد مسؤولي الجمعية الوطنية للمتقاعدين نشر في إحدى الصحف المحلية يؤكّد فيه ذلك المسؤول أن 70% من المتقاعدين تقل رواتبهم عن 2000 ريال، وقبل ذلك ذكر تقرير الجمعية أن المتقاعدين الذين تقل رواتبهم عن 4 آلاف ريال يعانون من تراكم الدين والتعرّض للحرج من الدائنين ولا يزال المتقاعدون يتلقون الوعود تلو الوعود بتحسين رواتبهم وتخصيص علاوة سنوية لهم أسوة بموظفي الدولة على أن يكون صرف هذه العلاوة السنوية من الأدنى للأعلى بحيث لا تقل عن 5% ولا يزال المتقاعدون ينتظرون أعواماً وأعواماً من أجل الوفاء بهذه الوعود ويأملون من جمعيتهم التفاعل مع ظروفهم خاصة فيما يتعلّق بتدني الرواتب والسكن خاصة وهم يعانون الأمرّين من ارتفاع الأسعار للمواد الضرورية والإيجارات.
ومجلس الشورى لم ينصفهم مع أنه مرر في نهاية عام 2011 م توصية ترفع الحد الأدنى لرواتب المتقاعدين إلى أربعة آلاف ريال فأين ذهبت تلك التوصية؟
العلم اليقين لدى مجلس الشورى الموقر. وبالمناسبة أذكر أنني قرأت مؤخراً ما كتبه الزميل حسن الحارثي في الزميلة الوطن بأن جمعية المتقاعدين حاولت في وقت سابق استعطاف مجلس الشورى بتقرير أكدت فيه أن المتقاعدين المدنيين والعسكريين الذين تقل معاشاتهم عن أربعة آلاف ريال يعانون من تراكم الدين ويعرضون أنفسهم للإهانة بسبب كثرة طلبهم السلف من البنوك والأشخاص لسد حاجياتهم الأساسية واضطرار بعضهم الدخول في الربا من أجل الاستدانة، ويضيف التقرير المؤلم أن أبناء المتقاعدين من أصحاب المعاش المحدود معرضون للأمراض النفسية ومؤهلون لاستخدام وترويج المخدرات بالإضافة لسهولة جذبهم من قبل ضعاف النفوس للإجرام والإرهاب، وهذا كله يُضاف إلى أن الوزارات المعنية كوزارة المالية والصحة والشؤون الاجتماعية لا تتعاون مع الجمعية ولا تساندها.
سيدي سمو الأمير الكل يقدِّر وأنتم في المقدمة ما للمتقاعدين من تكريم وتكريم ووفاء فهم الذين أفنوا أعمارهم في خدمة بلادهم وبلادنا والحمد لله تعيش في أوج عزها الاقتصادي ومما يعرفه الجميع عن مصداقيتك مع ذاتك ومع المواطنين جميعاً وبخاصة المتقاعدون فإنسانيتك الكريمة والعظمية يعلّق عليها المتقاعدون الآمال بتكريمهم ورفع مرتباتهم الشهرية واحتساب علاواتهم السنوية حسبما رآه سمو سيدي الرحيم نايف بن عبدالعزيز تغمده الله بواسع رحمته ورضوانه.