بسم الله والحمد الله .. ولله ما أخذ ولله ما أعطى، ولا اعتراض على قدره سبحانه.
فجعت صباح أول يوم ندخل فيه اختبارات الفصل الدراسي الأول هذا العام، بخبر وفاة جدتي لأمي (أم حمد الثميري) - يرحمها الله - حيث أديت الاختبار، وعند وصولي للمنزل فُجعِت بنبأ وفاتها، فسبحانك يا مدبّر خلقك، كانت جدتي تضيء منزل ابنها البار (عمي خالد الثميري - يحفظه الله) وكانت تحب الأطفال وتلاعبهم وتلعب معهم، وتدخل البهجة والفرحة في قلوبهم حين تدخل يدها في شنطتها الخاصة لتُخرج لهم حلوى وألعاباً، وأتذكر كنت أعيش شعور الأطفال قبل سنين في كل زيارة لها.
داهمها مرض غامض قبل نحو ثلاثة أشهر، واحتار بعض الأطباء في تشخيصه وحيرونا معهم، وحيرتنا هي كذلك، حيث كانت تحمد الله سبحانه وتعالى ولا تظهر آلامها مراعاة لمشاعر من حولها، كانت رحمها الله تتميز بالصبر والتّحمل والحكمة، واستمر المرض يزداد يوماً بعد يوم، والألم يعتصرها أكثر فأكثر وتخفي شعورها بذلك، إلا أن العلامات الظاهرة تبدي ما تحاول تخفيه، ومع آلامها تزداد آلامنا جميعاً وخاصة عمي خالد وعماتي البارات، بعد ذلك قرّروا إدخالها مستشفى الحبيب الطبي الذي اكتشف مرضها، وأمضت فيه أياماً تتلقى العلاج، ولم ينتابها - رحمها الله - اليأس من رحمة الله، حيث كانت تذكر الله وتدعوه طوال يومها، كما كانت تفعل على سجادتها في منزل ابنها خالد حيث تقيم، ولم تشعر (معنوياً) بأنها داخل مستشفى لوجود ابنها وبناتها بجانب سريرها طوال اليوم رغم مشاغلهم وارتباطهم بإدارة منازلهم وشئون أبنائهم وبناتهم، بعد ذلك أراد الله نقلها لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، وتم نقلها، واستمرت حالتها المرضية تزداد سوءاً، وعمي وعماتي يعتصرون الألم المعنوي يومياً بجانبها، كما كانت هي تعتصر الألم البدني إلى أن أراد الله سبحانه وتعالى أن يأخذ أمانته صباح يوم الأحد 4-3-1435هـ، وتمت الصلاة عليها ذلك اليوم بمسجد الملك خالد ودُفِنت بمقبرة أم الحمام - رحمها الله رحمة واسعة - وأسكنها فسيح جناته وجمعها بزوجها جدي أحمد الثميري - يرحمه الله - في جنات الخلد إنه سميع مجيب.
وختاماً أدعو الله أن يغفر لجدتي، وجدودي جميعاً (جدي لأبي .. وجدي لأمي، ووالد أمي) ويحفظ والديّ ووالديكم والمسلمين أجمعين والحمد الله رب العالمين.