من أبرز القرارات التي صدرت هذا الشهر, القرار الذي أفرح وأسعد أبناء الشعب السعودي الكريم, وهو قرار اعتماد (آلية الاستحقاق والأولوية لبرنامج الدعم السكني) الذي وافق عليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود (حفظه الله), وهو قرارٌ انتظرناه طويلاً نظراً لحاجة المواطن (للسكن) الذي أصبح هاجساً يراود غالبية المواطنين الذين لا يتملّكون مساكن, ويعانون كثيراً من مشكلة (الإيجارات) التي بدأت ترتفع في السنوات الأخيرة, وبسبب قلة وتأخر المنح التي توزع من وزارة الشؤون البلدية والقروية على المواطنين من ذوي الدخل المحدود, والانتظار الطويل في قوائم صندوق التنمية العقارية.
ولا شك أنّ قراراً مثل هذا القرار في حال تطبيقه على أرض الواقع، سوف ينعكس إيجاباً على حياة المواطن والأسرة بوجهٍ عام, لما له من أثرٍ كبير في دعم الجانب السكني, وتسريع إجراءات المنح وتوزيعها, وتقليص مدة الانتظار التي كانت تصل سابقاً إلى سنواتٍ طويلة جداً حتى يحصل المواطن على سكن (مُلك).
وهنا لا بد من الإشارة إلى (وزارة الإسكان) والإشادة بجهودها الجبارة في حل أزمة الإسكان, وهي جهودٌ جليّة وملموسة رغم عمرها الصغير, ونعلم ما واجهها من صعوبات وتحديات وعقبات اعترضت طريق البداية سواءً من البلديات أو المالية بسبب (بيروقراطية) الإجراءات والأنظمة والاعتمادات, ولكن بتوفيق من الله ثم بمتابعة واهتمام معالي وزير الإسكان الدكتور شويش بن سعود الضويحي استطاعت الوزارة أن تتجاوز تلك الصعوبات والتحديات والعقبات وتتقدم بخططها وبرامجها الإسكانية نحو الأمام, وذلك وفق ما تتطلع إليه القيادة الرشيدة, وما يصبو إليه المواطن. وما يُحمد ويُذكر لمعالي (وزير الإسكان) هو ظهوره الإعلامي بعد صدور أي قرار يخص وزارته بهدف إيضاحه للمواطنين سواءً في الصحافة المحلية, أو من خلال البرامج التلفزيونية المباشرة, أو عبر المؤتمرات الصحفية, وهذا دليلٌ على شفافيته ووضوحه وجرأته في التعاطي مع الطرح الإعلامي, والتواصل أيضاً مع شرائح مختلفة من المجتمع, وأعلم أنّ معاليه ليس بحاجة لهذه الإشادة, لكنها (الحقيقة) لا بد أن تقال في حقه.
ونحن متفائلون جداً ببرنامج (الدعم السكني), وما يشتمل عليه من آلية لتحقيق العدالة بين المتقدمين, فكم من أسرة تنتظر موعد التقديم عبر بوابة «إسكان» لتحظى بفرصة الحصول على (سكن) ملائم عبر منتجات الدعم السكني الأربعة (الأرض, القرض, الأرض والقرض, الوحدة السكنية), وأجزم أنّ البوابة الإلكترونية لـ «إسكان» ستكون بوابة خيرٍٍ.. لمستقبل يبشّر بالخير, ولذلك نأمل ونتطلع أن لا تتعثر الجهود في المستقبل لهذا البرنامج الجبار الذي أعاد الأمل لمئات الآلاف من الأسر التي تبحث عن تملّك السكن, ونطمح أن تنتهي الوزارة قريباً من تطوير الأراضي خاصةً في المدن والمراكز الصغيرة حتى لا تتأخر عملية التوزيع, وجميعنا متفائل بجهود (وزارة الإسكان), وهي - بلا شك - سوف تحقق تطلعات حكومة خادم الحرمين الشريفين, وآمال المواطنين على أرض الواقع, وهذا ما ننتظره ونترقبه بعد ستة أشهر من الآن حينما تنتهي فترة التقديم والفرز والتحقق بإذن الله تعالى.