الشعب السعودي من أكثر شعوب العالم شغفاً بالأمطار والربيع، وفيه سروره وبهجته، وأنْسه ورحلته... وفي التنزيل الحكيم: {فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ}... فليس البهيج كما يتوقع الناس أنه الربيع!! بل الصحيح هو قلب الرائي له... والعرب يتباشرون من فرط فرحهم بالغيث كما قال الله تعالى: {فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ}.. أي يبشّر بعضهم بعضاً بالأمطار...
وقد وفقني الله لزيارة (روضة الخفس) فرأيت خدمات طيبة لبلديات المحافظات المجاورة منها (وضع الأسوار والصبات على الروضات - وتوزيع أكياس القمامة (أكرمكم الله) وكذلك وضع اللوحات التعريفية.. لكن هذه الروضات بحاجة ماسة جداً جداً لخدمات يسيرة في مقدمتها وضع حلّ عاجل جداً لركام الأتربة والغبار التي تغشى مرتادي هذه الروضات، فما أن تمر سيارة جوار الروضة إلا وينطمس المتنزّه هو وأهله وأغراضه!!!
وكذلك تحتاج لدورات مياه محترمة، وتحتاج إلى لوحات تعريفية واضحة، وتحتاج لتمهيد الطرق المؤدية إليها..
ولا سيما وهي موسمية مؤقتة، فقط شهرين أو ثلاثة، ولا يوجد للمواطنين متنفّس سواها، فلا خلجان ولا أنهار ولا شواطئ في نجد ولا ولا ولا... مع جو قاريّ حار جاف (مغبر) صيفاً، بارد ممطر شتاء...
ولا سيما ودولتنا- حرسها الله- تمنع كثيرا من المرفهات غير المشروعة في بلادنا... فما أحوج الناس للاهتمام بهذه الرياض الغناءة، حتى لا يذهب بهاء الربيع،وينعِه ولمعانه وبريقه الذي يخلب الألباب، ويسر الناظرين كما قال: (البحتري):
أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكاً
من الحسن حتى كاد أن يتكلما
وقد نبت النيروز في غسق الدُّجى
أوائل وردٍ كن بالأمس نوّما
عشمنا كبير كبير كبير في صاحب السمو الملكي وزير البلديات.. أن يولي هذه الرياض الجميلة ومضة من اهتمامه حتى لا يقول البحتري:
أتاك الربيع الغبْر يغتال جاهماً
من التّرب حتى كاد أن يباكيا!!!
ولاسيما وأن خدمات هذه الرياض الجميلة يسيرة جداً جداً وهي مما قلّت تكلفته وعَظُمت منفعته.. والسلام عليكم.