الكويت - (موفد الجزيرة) علي سالم العنزي - عواصم - وكالات:
وسط تقارير من الأمم المتحدة عن تدهور الظروف الإنسانية داخل سورية التي تمزقها الحرب منذ ثلاث سنوات، وتزامناً مع التحركات الدبلوماسية التحضيرية لمؤتمر جنيف 2 تنطلق في دولة الكويت غداً الأربعاء أعمال المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الإنساني وجمع 6,5 مليار دولار للمنكوبين في الداخل والخارج.
وأكد وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي رئيس اللجنة التنسيقية العليا للمؤتمرات الشيخ محمد عبد الله المبارك الصباح في تصريح للصحافيين عقب افتتاحه مساء أمس الاثنين المركز الإعلامي الخاص بأعمال المؤتمر إن المؤتمر الذي سيضم 69 دولة و1000 ضيف و200 إعلامي قدموا لتغطية أعمال المؤتمر من مختلف أنحاء العالم يهدف إلى جمع أكبر رقم من التبرعات، بغية رفع المعاناة عن اللاجئين السوريين الذي بلغ عددهم ما يقرب سبعة ملايين لاجئ في داخل سورية وخارجها.
وقال الشيخ محمد إن المؤتمر يهدف إلى تحقيق (فزعة إنسانية) لإخواننا داخل سورية وخارجها، مشيراً إلى أن لكل دولة آليتها في إيصال المساعدات الإنسانية إلى النازحين واللاجئين السوريين بالتنسيق مع منظمات الأمم المتحدة التي تلعب دورا أساسيا في هذا الصدد.
وأعرب الشيخ محمد عن الأمل في أن يحقق مؤتمر المانحين الدولي الثاني النتائج المرجوة منه بما يساعد في التخفيف من معاناة الأشقاء في سورية وإنهاء أزمتهم.
وتواصلاً للتحركات الدبلوماسية التحضيرية لمؤتمر جنيف 2 المزمع عقده في الـ 22 من الشهر الجاري، قدمت الولايات المتحدة وروسيا أمس الاثنين مقترحاً سياسياً للمساعدة في بناء الثقة بين الحكومة والمعارضة الذي تمثل في وقف إطلاق النار في مناطق محددة في سورية وتبادل السجناء بين حكومة الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة.
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في مؤتمر صحفي في باريس مع نظيره الروسي سيرجى لافروف والمبعوث الدولي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي بأنه يمكن قصر وقف إطلاق النار على منطقة معينة، ومن الممكن أن تكون حلب.
وأضاف كيري إن روسيا وأمريكا ناقشتا أيضاً إمكانية تبادل السجناء بين حكومة الأسد والمعارضة وتحسين طرق وصول المساعدات الإنسانية للمواطنين المحاصرين بسبب أعمال العنف.
وبحسب كيري فإن مدينة حلب المنقسمة يمكن أن تكون حقل تجارب لوقف إطلاق النار لأنه يوجد (جماعات أخرى قليلة) حالياً في جانب المتمردين بعيدا عن الجيش السوري الحر. ويشير كيري بذلك إلى تنظيم ما يسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) .
وأوضحت الولايات المتحدة وروسيا أنهما لا تريدان أي وقف لإطلاق النار يستفيد منه المتطرفون، في حين أكد لافروف أن (الغرض الأساسي هو إيصال المساعدات إلى الأفراد المحاصرين جراء القتال).
ميدانياً سيطر عناصر (داعش) أمس الاثنين (بشكل شبه كامل) على مدينة الباب في ريف حلب في شمال سورية، بعد معارك عنيفة مع تشكيلات أخرى من المعارضة بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس: سيطر (داعش) بشكل شبه كامل على مدينة الباب شمال شرق حلب كبرى مدن شمال سورية.
وكانت مدينة الباب وبلدة تادف المجاورة لها التي تسيطر عليها ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) قد تعرضتا أول أمس الأحد لقصف من الطيران الحربي السوري أدى إلى مقتل 21 شخصاً على الأقل بحسب المرصد.
كما أعلن المرصد أيضاً أن 46 مقاتلاً من (حركة أحرار الشام) المنضوية في إطار الجبهة الإسلامية قتلوا على أيدي مقاتلي (داعش) في مدينة الرقة.