جائزة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله العالمية لريادة الأعمال تشكل خطوة ناجحة على طريق استقطاب الإبداع العالمي وتسخيره ليندمج ويعزز من الريادة السعودية, فالتكريم العالمي بالاستحقاق الخاص بالجائزة هو فعلياً تحفيز للاستحقاقات الداخلية ودفع مسيرتها, هذه الجائزة ومن متابعة شخصية لي وجدتها تمثل فكرة استيراد الإبداع وتوظيفه بطابع وعيون وروح سعودية تحقق مصلحة المملكة وعلى كافة الأصعدة.
ويجب ألا ننسى الدور الإعلاني الاعلامي لهذه الجائزة في نشر ثقافة المملكة، وبنفس الوقت توجيه الاستثمار العالمي للسوق السعودي, اعتدنا على ان يكون السعوديين هم من يستثمرون خارجيا, ولكن مثل هذه الجوائز والمبادرات ستساهم في استقطاب رأس المال العالمي ليعزز من قوة اقتصادنا الداخلي, هذه الخطة وخطوات اخرى مرافقة لها تشكل حقيقة بوتقة الدولة السعودية ومواكبتها لكل التطورات العالمية التي تحدث من حولها, نحن اليوم لا نكتفي برد الفعل بل نحن نصنع الفعل نفسه.
عبدالعزيز بن عبدالله حين اطلق هذه الجائزة كان يعلم حق العلم ان الريادة ليست حكراً على منطقة أو دولة أو عرق, بل هي منتشرة في كل أصقاع الارض, ولكي نستفيد منها حيثما وجدت اطلق هذه الجائزة لتساهم في تحقيق رؤى وطموحات القيادة السعودية لتعزيز وبناء اقتصاد سعودي قوي ومستديم, فهذه الجائزة وإن كانت تخاطب الشركات والمؤسسات الداخلية فهي أيضاً تعطيهم الحافز ليقوموا هم بدورهم باستقطاب واستيراد العقول الإبداعية والاستفادة لمنها لبناء ريادة سعودية خاصة ومتطورة.
هكذا جوائز - وإن كثرت - فإنها حتماً ستعود بالنفع على وطننا, كثرتها تأتي من باب التصنيف والتخصص, الكثرة في الجوائز تنظم العمل وتساهم في سرعة الإجراءات وتنفيذها على أرض الواقع, الريادة طموح لكل سعودي، وإن وجد - كما هو حاصل - دعم حكومي مباشر فإنها ستكون الريادة التي نتمناها لنواجه بها المستقبل القادم بكل ثقة وقوة وأمان بإذن الله تعالى، بقي أن أوجه شكراً خاصاً لأمين عام الجائزة الدكتور عبدالعزيز بن حمود المطيري، الذي أتى اختياره لتولي قيادة هذه الجائزة ليس فقط ثقة في شخصه وإنما أيضاً إيماناً بقدرته على تطويرها وإنجاحها, الريادة بكل تأكيد تحتاج إلى الرواد ليقودوها، بل ويصنعوها كشخصية الدكتور المطيري.