أعتقد، ومن وجهه نظري، أن تفضيل المواطن السعودي للوظيفة الحكومية يأتي في مقدمتها الشعور بالأمان الوظيفي، ولكن مع العلم أن الأمان ليس مكتمل الأركان خصوصاً من هم على أحد البنود وخارج عن التثبيت الرسمي والراتب قليل بالكاد يكفي..! ولكنه ومع ذلك وعلى أقل تقدير يعد أماناً من تكبر وعنجهية بعض من المسؤولين الوافدين سواء كان عربياً أو أجنبياً، من خلال ممارسات يقوم بها ضد أبناء الوطن، أقولها وبكل صراحة القطاع الخاص إن لم يكن مؤسسة حكومية فستجد من الصعوبة بمكان أن تحجز لك موقعاً مستقبلياً في الشركة! وإذا كانت المؤسسة او الشركة عائلية فتأكد أنك في وضع غير آمن أبداً ولأسباب عدة، منها شعور المواطن بالتقليل من شأنه وطموحه! لأن المسؤول الأجنبي غير راضٍ عنك إن لم تسر وفق رأيه وهواه الخاطئ، وإياك أن تقف ضده، بل عليك أن تمجد عمله وفق منهج الكيل بمكيالين..! ولا تستغرب إن رأيت انعدام العدل وتضاؤل المساواة بين الموظفين، فما عليك إلا أن ترضي غروره وتقر له بالعظمة الزائفة التي يحبها ويعشقها..!
أعتقد أن القطاع الخاص العائلي يعج بالمسؤولين الأجانب، وأعني البعض من الإخوة العرب والأشقاء من شرق آسيا متسلطين لدرجة كبيرة جداً، وقد تصل النسبة المتوقعة الى 80%، وهي نسبة كافية لتّشكل النظّرة الحالية السوداوية للواقع، وبنيت هذه النسبة من خبرة عمل ومواقف عشتها ورأيتها بنفسي ومن خلال الاستماع لقصص الآخرين ومما واجهوا من معاناة.
وتجد مسألة فصل الموظف المواطن البسيط من عمله بالأمر السهل واليسير، إن لم يكن مباشراً فحتماً بأسلوب التطفيش، أي التضييق على الموظف حتى يشعر بأنه غير مرغوب فيه، وهو الضغط بالعامل النفسي، وإن لم يكن يملك هذا الشخص قوى دفاعية داخلية وقوى شخصية في الشركة فحتماً سيفقد وظيفته وينضم إلى عالم البطالة!
نعم إنها الحقيقة المرة، علينا ألا نغفل عن دراسة تلك الحالة، وألا نقلل من المشكلة، بل علينا مواجهتها وعرض أسبابها.
وفي الحقيقة أنا اتضايق حين أرى مسؤولاً سعودياً يمارس الفوقية والتعالي والضغوط على ابن وطنه، وإن افترضنا خطأ الموظف الصغير فهل ينبغي أن نعامله معاملة تكون سبباً في قطع رزقه ورزق أولاده!؟ أعتقد أن من الأخطاء التي يقع فيها كثير من رؤساء الشركات العائلية أنه يعيِّن من يريد ووقت ما شاء من ذوي القربى وأصدقاء العائله ويمنحهم مسؤوليات دون حساب ومعرفة أنه قد يكون ظلم آخرين مستحقين لها!
وأعتقد أن حل المشكلة ليس صعباً حتى لا أبدو متشائماً في نظر البعض، ولكني لست متفائلاً جداً في التغيير، قال تعالى: {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ}.