للبشر صفات عديدة، ولكن أجودها وأعمقها ما يدعمه الدين الإسلامي ووصى عليها القرآن والسنة النبوية، كالأخلاق الحميدة والصفات الحسنة التي يندرج تحتها أمور كثيرة، منها مهارة الاتصال بمن يحيطون بك وكيفية كسب ودهم واحترامهم، والقدوة الأعلى في ذلك هو النبي صلى الله عليه وسلم، الذي لطالما أوصانا بالرفق وحسن الخلق والتكاتف والتلاحم، لنعلم أنها هي العناصر الأساسية للقوة، وهنا أتحدث عن شعب امتلك أكثرها واتصف بأعظمها، لم يتحدث عنها!! بل عمل بها، أتحدث عن سيرة الصدق ورحابة الوفاء وفخامة الانتماء، لقلوب أساسها الحب والعطاء، أتحدث عن شعب صاهر الحقيقة وصادق الصبر ليعرفنا عن الحياة، الحياة بمعناها الحقيقي، عطاء، صدق، وفاء وانتماء، كان اخرها ما حدث للطفلة (لمى الروقي) لم تقتصر مصيبتها على اهلها فقط، بل اتسعت رقعتها وكثر التخمين والحديث عنها، لتدخل البيوت وتؤلم القلوب وتقلق المضاجع، لتصبح حديث المجالس وأهم الأخبار، وقبلها حوادث السيول والشعاب التي خلفتها مياه الامطار، واظهرت عيوب شوارعنا، لتطفو النخوة لدى الشباب، شباب يتدافعون من اجل إنقاذ عائلة أحاط بها الموت من كل جانب، ليتعلم من يجهل المعنى الحقيقي للشجاعة والتكاتف والوحدة، بل قدموا الكثير لشعوب العالم كالأشقاء في سوريا، قدموا المال واللباس والغطاء والدعاء، أمور كثيرة ومواقف جليلة يصعب حصرها ولا يتسع المجال لذكرها ولكن قدمنا بعضها، مواقف أصيلة وعادات قديمة بقيت ولم تندثر مع مرور الزمن واختلاف العصر، بذور زرعها الأجداد عبر الأجيال في قلوب الأبناء لتبقى جذورها وتظهر أغصانها وأوراقها وثمارها، كالأشجار يتشابك تحتها ظلها، لينعم بها من لفحته بوجهه سموم الظلم وقلة الحيلة.
هنيئاً لكم ما زرعتم، وشكراً على ما جنينا وجنى غيرنا، شكراً للشعب السعودي العظيم.