هذا هو الأمير الوزير خالد الفيصل بن عبدالعزيز بدأ حياته العملية في رعاية الشباب قبل أربعة عقود ثم أميراً لمنطقة عسير لمدة سبعة وثلاثين عاماً، ثم أميراً لمنطقة مكة المكرمة لمدة سبعة أعوام.
خالد الفيصل حياته حافلة بالعطاء والنماء والنجاح والوفاء، خالد الفيصل أعماله كلها نجاح في نجاح وبصماته أكبر شاهد على ما حققه من انجازات تنموية في شتى المجالات، وفي مكة المكرمة حقق الكثير بإخلاصه وتفانيه ومتابعاته الميدانية وقدرته الإدارية والفكرية، وبالإرادة والعزيمة رسم الخطوط الأولية ونفذ معظمها على ارض الواقع لتصل منطقة مكة المكرمة إلى مصاف العالم الأول، ومعلوم أن المهمة الجديدة للأمير الوزير شاقة وشائكة وصعبة ومعقدة ولها تراكماتها ولكن بعزيمة الرجال والإصرار يحقق الأهداف ويكسر حاجز المعوقات.
ولخالد الفيصل عمقه ومكانته الفكرية وقدراته ومنجزاته ورصيده من الخبرات والتحديات التي يملكها، كل ذلك يجعله يستهل الصعب وما حديثه في أول يوم يباشر فيه عمله بوزارة التربية والتعليم عندما قال «انه سيعمل لتكون وزارة التربية الأفضل عربياً « مضيفاً كوننا نحمل أعظم أمانة فهي مرتبطة بدورنا جميعاً في إعداد المواطن السعودي الصالح ولكون هذا البلد يتمتع بخصوصية تمثلت بنظامه وقيادته ومكانته الإسلامية المبنية على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. والتي تستوجب أن نثبت للعالم أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان، ومن هنا يأتي دورنا التربوي والتعليمي لحمل هذه المهمة، مشيراً أن هذا سيتطلب منا الإرادة والإدارة التي تشكل هذا الإنسان الملتزم بالمبادئ والقيم.
وها هي إنسانية ومسئولية خالد الفيصل في يومه الأول وهو يتحدث للخريجات والبديلات اللاتي حرصن على لقائه في أول يوم مباشرته مهام عمله وزيراً للتربية قائلاً من منطلق مسئولياته واهتماماته المعهودة، «سننظر في أمركن ونرد عليكن قريباً» نعم إنها أمانة المسئول حفظك الله يا خالد الفيصل فتأريخك خالداً وأنت تصنع أثراً وتخلد منجزات وتحدث تطويراً وقد قلت لنا في لقائنا مع سموك تنمية المكان مسبوقة ببناء الإنسان فأنت صاحب بصمة في كل مسئولياتك التي توليتها وأنت القائل للصعب هلا قلت يا صعب سهلا.
إن النهج الذي طبقته في يومك الأول لمباشرة عملك في وزارة التربية والتعليم جاء مطابقاً للتوجيهات الكريمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله في كلمته السامية أثناء صدور الميزانية مخاطباً الوزراء والمسئولين الآخرين «أرجوكم قابلوا شعبكم صغيرهم وكبيرهم كأنهم أنا» وهذه الأمانة المسئولية العظيمة تؤكد التوجيه الكريم انه حمل مسئولياته كلها جميع الأجهزة العاملة في خدمة هذا الوطن.
في الأسبوع الماضي كنت في مجلس معالي الأستاذ تركي بن خالد السديري بالرياض وفي مساء اليوم المحدد لندوته الأسبوعية التقيت بعدد من المسئولين والمثقفين وكان الحديث يدور عن مسئوليات التعليم وقد أثنى الكثير من الحضور على اهتمام الأمير خالد الفيصل كونه مسئولا ناجحاً ولديه العديد من الخطوط المبنية على دراسات متعمقة خاصة ما يتعلق بالعملية التعليمية كونها تخضع للنظرية والتجربة والتطبيق وكما قيل «الآمال الكبيرة تقاس بأصحاب الهمم العالية».
كلمات عظيمة بعظمة قائلها كلمات تجسد وفاءً وحباً تحمل أعمق المعاني قالها الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز وهو يودع مكة المكرمة وأهلها مبتدئاً بشكره على كل ما قدموه من تفهم وتعاون ومساعدة لإنجاح تجربة التنمية في المنطقة، موجهاً شكره لكل الإدارات الحكومية والمؤسسات الأهلية على العمل الجاد بروح الفريق الواحد لبلوغ الهدف، وبخاصةً زملاؤه منسوبو الإمارة بقيادة الدكتور عبدالعزيز الخضيري مبدياً إعجابه الشديد بهذا التألق والتميز الذي حققه جهاز الإمارة راجياً للجميع التوفيق في المسيرة المدهشة نحو العالم الأول.