الجزيرة - عوض مانع القحطاني / تصوير - فتحي كالي:
بدأت مدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية بالرياض في استخدام أحدث تقنية مستخدمة في العلاج الإشعاعي بتوفير جهاز (جاما نايف بيرفكشن) المتخصص في هذا المجال الذي يعتبر من أحدث الأجهزة عالمياً, وذلك انطلاقاً من استراتيجية الإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة بتوفير أحدث التقنيات العلاجية في المستشفيات التابعة لها.
أبان ذلك اللواء الطبيب سعود بن فالح العماني مدير مدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية بالرياض مشيراً إلى أنه تم بحمد الله استفادة أربع حالات من العلاج الإشعاعي بالجهاز بعد أن قام المختصون بالتحضير الكامل لهذه البداية التي ستفتح الأمل للكثير من المرضى الذين هم في أمس الحاجة لهذا النوع من العلاج، ويعد هذا الجهاز الأحدث على مستوى العالم، والذي يقوم بتسليط ما يقارب (200) خيط إشعاعي دقيق إلى المكان الذي يراد التخلص منه داخل الدماغ بدون تدخل جراحي وبحماية كبيرة للأنسجة المحيطة بالورم حتى لا تتأثر بالأشعة.
وأكد اللواء العماني أن مدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية بالرياض تعد من أوائل المراكز في الشرق الأوسط التي أدخلت تقنية العلاج الإشعاعي المكثف لأورام الدماغ التي لا يفضل استئصالها جراحياً, فقد بدأ علاج المرضى منذ عام 1992م بطريقة مبتكرة وذلك بتطوير أحد أجهزة العلاج الإشعاعي الخارجي ليتناسب مع إعطاء العلاج الإشعاعي المركز في نقطة صغيرة في الدماغ،وقد تم بفضل الله علاج ما يقارب (700) حالة إلى الآن وهذا العدد متقدم مقارنة بالمراكز العالمية في هذا المجال مبيناً أن المدينة في طور إنشاء مركز للأورام متكامل بجميع المرافق المتخصصة بسعة 115 سرير و75 وحدة علاج كيميائي متقدمة ومتخصصة والمتوقع أن يتم الانتهاء منه خلال العامين القادمين.
رئيس قسم الأورام
و بدوره أضاف العقيد الطبيب علي بن مطر الزهراني مساعد مدير الإدارة الطبية ورئيس قسم الأورام بالمدينة بأنه تبدأ خطوات العلاج بمناقشة حالة كل مريض على حدة من قبل أطباء الأورام وجراحة الدماغ والأشعة، وكذلك الأخصائيين الفيزيائيين وعند التأكد من ملاءمة المريض لهذا النوع من العلاج يتم تثبيت الرأس بحلقة معدنية ثم تؤخذ الصور المناسبة ثم يتم تخطيط العلاج الإشعاعي وينقل المريض إلى جهاز جاما نايف بيرفكشن, ويقوم الجهاز أيضاً بإرسال الخيوط الإشعاعية الدقيقة إلى المواقع المراد إزالتها داخل الدماغ ويستمر العلاج لمدة نصف ساعة تقريباً بعد ذلك يستطيع المريض أن يغادر المستشفى في نفس اليوم أو في اليوم التالي ويقوم بعدها الأطباء بمتابعة المريض بعد عدة أشهر للتأكد من استجابة المريض للعلاج.
ويحظى قسم الأورام بمدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية بالرياض باهتمام كبير من إدارة المدينة والإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة, فقد تم تحديث جميع أجهزة العلاج الإشعاعي في قسم الأورام الذي يحتوي الآن على أربعة أجهزة للعلاج الإشعاعي, اثنان منها للعلاج الإشعاعي الخارجي واثنان للعلاج الإشعاعي الداخلي لعلاج كافة الأورام المختلفة, بالإضافة إلى الجهاز المتطور، ويأتي ذلك انطلاقاً من حرص ولاة الأمر- حفظهم الله- على توفير أحدث الأجهزة والمعدات الطبية والطبية المساندة للرقي بالخدمات الطبية المقدمة للمرضى.
تصريح خاص لـ(الجزيرة)
وقد قامت الجزيرة بزيارة إلى مدينة الأمير سلطان الطبية حيث تحدث اللواء طبيب سليمان العماني مدير عام المدينة فقال لا شك بأن ولاة الأمر في هذه البلاد يولون الخدمات الطبية جل عنايتهم ويدعمون أي تقنية تعود بالفائدة على المريض.. كما أنهم يعطون أولوية لبناء الإنسان الذي يعمل على هذه الأجهزة وبدون شك الخدمات الطبية في قواتنا المسلحة قطعت شوطاً كبيراً من تأهيل الكوادر الطبية والفنية وأصبح لدينا من الكوادر ما يؤهلنا للتعامل مع أحداث المعدات الطبية وأصبح لدينا من الأطباء المهرة ما يجعلنا نطمئن على صحة وحياة المريض.
وقال إن حصول مدينة الأمير سلطان الطبية على هذا الجهاز الاشعاعي سوف يمكن المدينة من تخفيف الزحام ويقلص المواعيد للمراجعين الذين يحتاجون للعلاج الإشعاعي، وكذلك يخفف عنهم عناء السفر للخارج أو تكرر المراجعة لمن هم خارج مدينة الرياض.
وبالتأكيد هو إضافة كبيرة للمملكة في تقدمها العلاجي.. وأبان بأن إدخال هذه التقنية المتطورة سوف يساعد ويساهم في الحد من قوائم الانتظار وتخفيف الزحام على الأسرة، وأن التشخيص للمريض سوف يكون أسرع عما قبل من خلال جلسة واحدة ومن ثم يتم التشاور بين أطباء الجراحة والمخ والأعصاب وأطباء الأورام.
وأوضح الطبيب العماني فإن مستشفيات المملكة سوف تستفيد من هذا الجهاز وسوف يوفر كثيراً من الجهد والمال ونوعية العلاج.. وهناك مردود على المريض من خلال توفير السفر للخارج والمعاناة وجودة العلاج والتشخيص من خلال الدقة المتناهية لكل حالة من الحالات.
وأبان اللواء العماني بأن الجهاز له مساران تشخيصي وعلاجي متمنياً أن يكون له أكثر فعالية على حياة الناس الذين يعانون من أمراض الأورام.
وكشف اللواء العماني بأننا في المملكة وصلنا إلى مرحلة لا نحتاج أن نرسل مرضانا إلى خارج المملكة باعتبار أن الدولة هيأت الكوادر الطبية والفنية وجلبت أحدث الأجهزة وأن لدى المملكة في مستشفياتنا الطبية الكبيرة العديد من الأطباء المهرة.. وعلينا أن نزيل الشك في القدرات الصحية وما لديها من الأجهزة وما لديها من الطاقات البشرية الفنية.. وأن الإعلام مطالب بالتعريف بجهود الدولة.. وثقافة المريض أمر نحتاج إليه وإن كل ما يبحث عنه المرضى في الخارج موجود عندنا خاصة مدينة الأمير سلطان الطبية التي تعتبر وبحق وبشهادة الآخرين من أعرق المدن الطبية لما تتمتع به من كوادر بشرية مؤهلة.
وأضاف اللواء العماني أن المدينة حالياً تعمل على مسارين الأول زيادة الخدمة وجودتها واستقطاب الكوادر الطبية.. والمسار الآخر توطين كل ما هو جديد من الأجهزة والمعدات الطبية وجلب احدث المعدات والتدريب والتأهيل لجميع العاملين في هذه المدينة وهذا سوف يختصر الزمن ويحقق نتائج إيجابية.
وأكد بأن هذه المدينة تحتضن مركزا مرموقا وهو مركز الأمير سلطان للقلب، وهذا المركز أصبح اليوم مصدرا لمن يحتاجون لعلاج القلب سواء من داخل المملكة أو حتى من خارجها لوجود الكوادر المتميزة في علاج أمراض القلب، وهناك في هذه المدينة مركز الأورام ومركز زراعة الكلى والكبد، وحول مشروع مدينة الأمير سلطان الطبية في شمال مدينة الرياض قال إن المشروع من المرحلة الأولى سوف تتسلم في عام 2016م وأن مدينة الأمير سلطان الحالية في قلب العاصمة لن تلغى وسوف تبقى تؤدي عملها خدمة للمرضى، وأن هناك توسعا في مشروعات المدينة الحالية حيث سيتم بعد 6 شهور افتتاح أكبر برج طبي يتسع لما يقارب من 320 سريراً، وأن هناك مشروعات توسعية لمركز القلب والعيادات الخارجية والتشخصية حيث إن هناك ما يقارب من 134 سريراً للطوارئ تعمل في خدمة المرضى وفك الزحام.
واختتم اللواء العماني حديثه قائلا: إن الاستثمار في الإنسان من خلال تدريبه وتأهيله هو هدف تسعى إليه الدولة ونحن نسعى في هذه المدينة لتنفيذ توجيهات ولاة الأمر من خلال استقطابها لشباب وشابات الوطن المؤهلين.
من جانبه قال د. صالح بن محمد بامجبور استشاري فيزياء طبية وعلاج إشعاعي بألا خوف من أي آثار جانبية من هذا الجهاز وآلة ذو دقة عالية في تحديد أماكن المرض في الدماغ وهو نقلة نوعية في توطين التقنية في هذه المدينة.. مشيراً إلى أن الفريق الطبي المعالج والكادر الطبي هو من يحدد العلاج وأن قرار من سوف يخضعون للعلاج بواسطة هذا الجهاز والكشف عليهم يتم وفق آلية من خلال لجنة متخصصة تتولى فحص المريض ومد الحاجة للكشف عليه بواسطة هذا الجهاز الذي أثبت فعاليته العالية.