تابعت قصة فقيدة الوطن الطفلة لمى وأقول: تتوالى الحوادث المؤلمة التي يندى لها الجبين وتذرف بسببها العين دماً بدل الدمع ونحن نتفاعل مع الحدث في حينه وقد يشغل الرأي العام في الصحف المحلية والقنوات الفضائية وقنوات التواصل الحديثة في التويتر والفيس بوك والوا تساب وغيرها كذلك ولكننا قد ننسى الحدث بعد فترة وجيزه ولا نذكره إلا بعد أن تقع كارثة أخرى لأننا لم نتخذ من تلك العبر اعتباراً وما أكثر العبر وما أقل الاعتبار كما قال ذلك الخليفة الراشد علي بن أبي طلب كرَّم الله وجهه ورضي الله عنه وأرضاه، ومن هذه الحوادث كوارث السيول وحوادث الآبار المكشوفة التي تلتهم الأبرياء والسبب الإهمال من أصحاب تلك الآبار ومن الجهات المسؤولة التي يجب أن تتخذ الإجراءات اللازمة حيال تلك الآبار حادثة بعد حادثة وضحية بعد ضحية وقد أدمت قلوبنا حادثة الطفلة البريئة لمى التي التهمتها بئر مكشوفة في الوادي الأسمر بتبوك وحتى كتابة هذا المقال لم تخرج جثتها من تلك البئر رغم أن لها الآن 19 يوماً، تغمدها الله برحمته وأسكنها فسيح جناته وألهم أهلها وذويها الصبر والسلوان و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.. الآبار الارتوازية المهملة التي تركها «أصحابها» مكشوفةً حول القرى، والمزارع، والهجر، والمدن، والأودية، والمناطق المفتوحة كأفواه قبور تنتظر ساكنيها وهم غافلون عمّا تحت أقدامهم من خطر محدق قد يقعوا فيه في أي لحظة، ومن هذا المنبر آمل من المسؤولين في محافظة وادي الفرع حصراً شاملاً للآبار المكشوفة في المزارع وحول القرى لدرء تلك الأخطار عن سكان المحافظة.. هذا ما أردت توضيحه والله من وراء القصد.