كلف رئيس الجمهورية التونسية راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة ذات الأغلبية في المجلس التأسيسي لاختيار مرشح لخلافة العريض على رأس الحكومة بعد أن قرر الرئيس أن تتولى حكومة الترويكا مسؤولية تصريف أعمال الدولة الى حين تشكيل حكومة الكفاءات المستقلة التي قال عنها أحد قياديي اتحاد الشغل إنها شبه جاهزة بفضل جهود رئيس الحكومة المعين المهدي جمعة.
وكان الرباعي الراعي للحوار التقى مساء الخميس رئيس الحكومة المستقيل علي العريض حيث صرح الحسين العباسي رئيس اتحاد الشغل أن تسلم المهدي جمعة مقاليد السلطة سيتم في غضون أسبوعين، وأضاف أن العريض احترم بنود خارطة الطريق احتراماً كاملاً كما كان وعد بذلك، ومعرباً عن أمله في أن تسير بقية مراحل تنفيذ الخارطة بالنسق نفسه بالرغم من بعض التأخير الذي شاب العملية.
وأوضح العباسي عقب لقائه العريض بأنه تم تشكيل الهيئة المستقلة للانتخابات فيما سيقع الأنتهاء قريباً من مناقشة الدستور الجديد في وقت يضع فيه رئيس الحكومة الجديد المهدي جمعة اللمسات الأخيرة لتشكيلته الحكومية بالرغم من معارضة بعض الأحزاب التي تؤكد أن جمعة قرر الاحتفاظ بوزير الداخلية في حكومة العريض وضمه الى فريقه الحكومي متحدياً بذلك مطالب المعارضة التي تتمسك بوجوب تغيير كامل الطاقم الحكومي.
يأتي ذلك في وقت تقول فيه مصادر إعلامية أنه من المرجح أن يقدم المهدي جمعة تشكيلته الحكومية الاثنين على اعتبار أنها شبه جاهزة وهي تضم بالأساس إداريين وتكنوكراط وأسماء لشخصيات عرفت بكفاءتها دون أن تكون لها أي انتماءات سياسية. وكانت مصادر سياسية أكدت أنه من المنتظر أن تجرى الانتخابات المقبلة في غضون ستة أشهر على أقل تقدير بالنظر الى الوقت الذي يجب أن تستغرقه عملية الإعداد الجيد لها بعد أن كانت بعض القيادات السياسية أعلنت أنه بالإمكان إجراء الانتخابات في ظرف ثلاثة أشهر على أقصى تقدير.
هذا، وكانت وزارة الداخلية التي فجعت في مقرات أمنية عدة داخل الجهات المنتفضة بعد أن تم إحراقها بالكامل أكدت أن وراء عمليات الحرق أياد آثمة لا علاقة لها بالجماهير المحتجة الرافضة لسياسات الحكومية، وتوعدت الداخلية المجرمين الذين اعتدوا على مراكزها بإحالتهم على القضاء ليقول كلمته فيهم. وقالت في بيان لها إن وحدات أمنية وعسكرية رصدت تحركات لمجموعة إرهابية بمحافظة القصرين حيث أطلقت عليها النار، فيما تأكدت معلومات وصلت الداخلية حول وجود عنصر إرهابي جزائري خطير كان تسلل الى القصرين من مخبئه بجبل الشعانبي وهو مدجج بالسلاح، حيث دعت المواطنين الى ملازمة الحذر وإعلام السلطة الأمنية حال رؤيته، فيما تنشط فرق أمنية في تمشيط كامل المحافظة في مسعى لإلقاء القبض عليه تحسباً لتنفيذه أي عمل إرهابي.
في السياق ذاته أكد الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الوطني العميد توفيق الرحموني أنّ قوات الجيش الوطني قصفت الخميس معاقل العناصر المتحصنة بجبل الشعانبي بواسطة المدفعيات وباستعمال الطائرات المقاتلة التي استخدمت. قذائف «الروكات» وأوضح العميد الرحموني أنّ منظومة الرصد والمراقبة بمنطقة العمليات العسكرية بجبل الشعانبي رصدت تحركاً للعناصر المتحصنة بالجبل قبل استهدافها، مشيراً إلى أنّها تواصل تتبعها لهذه العناصر للضغط عليها ومحاصرتها.