ظاهرة خطيرة بدأت تجتاح مجتمعنا بلا خجل أو استحياء، تقتل البراءة في الصغار وتغتال بلا رحمة ابتسامات الطفولة الجميلة. لتصبح دموع الصغار في مواجهة مأساوية صعبة مع أنياب الذئاب البشرية. الأسباب تعددت هنا وهناك في الأماكن العامة والخاصة، وحتى أماكن العمل التي قد يتواجد فيها الأطفال.. والأخطر أن معدلات التحرش بالصغار ترتفع بين الأقارب، فلا عجب في أن يكون المتحرش هو القريب أو البعيد أو الخال أو العم أو زوج الأم.. إلى آخر العلاقات الممنوعة التي تدخل في إطار ما يُعرف بـ»تحرش المحارم».
وبين الحين والآخر تطالعنا الصحف اليومية بجريمة دنيئة من هذا النوع، ويسقط على أثرها عشرات الضحايا من الأطفال تنتهي حياتهم بالكبت النفسي والخوف بالبوح، وربما يكون المصير الأخير في العيادات ومستشفيات الأمراض النفسية، بينما يظل المجرم حراً طليقاً ينتقل من فريسة إلى أخرى دون عقاب ولا رادع، وفي المقابل يقف الأهل مكتوفي الأيدي لا حول لهم ولا قوة، إذ كيف يلجئون إلى الشرطة والجهات لرد حقوق أبنائهم الصغار، فالصمت أحياناً يكون هو الحل الأمثل خوفاً من الفضيحة والعار، إلا أن علماء النفس والاجتماع وخبراء القانون يرون ضرورة فتح هذا الملف المسكوت عنه في عالمنا العربي، انطلاقاً من مبدأ «خير وسيلة للدفاع هي الهجوم وكشف المستور». هذا الملف محاولة لإعلاء الصوت المكتوم، وصرخة مدوية في وجه كل منظمات حقوق الإنسان ورعاية الطفولة التي لم تحقق حتى الآن نجاحات تذكر في مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة والقضاء عليها تماماً؛ والمؤشرات يتم الكشف عادة عن هذه جرائم الاعتداء أو التحرش عندما يخبر عنها الطفل، مع الأسف كثرة هذه الجرائم ضد الأطفال يجب أن تتكاتف الجهات لحفظ أبنائنا من هذه التصرفات.