جدة - خاص بـ«الجزيرة»:
أكد المهندس عبد العزيز بن عبد الله حنفي رئيس مجلس إدارة جمعية «خيركم» لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة جدة، أنه يتم العمل على إيجاد أوقاف لتغطية مصادر نفقات الجمعية، حيث إن الجمعية تعتمد على دعم ولاة الأمر والمحسنين ورجال الأعمال، وأن دخل الأوقاف لا يزيد على 20% من نفقات الجمعية، وكشف م. حنفي أن حصول الجمعية على جائزة أفضل جمعية في العالم، كانت أمام تحدٍّ كبير أن تواصل التميز، حيث ستطبق « خيركم « هذا العام هيكلة عامة وتخطيطا استراتيجيا جديدا يحمل طموحاتها ويحقق رسالتها، جاء ذلك في حوار مع «الجزيرة» وفيما يلي نصه:
* بداية نأمل أن تحدثونا عن عدد الملتحقين في الجمعية؟
- تحتضن (خيركم) حالياً (54) ألف طالب وطالبة وذلك عدا الدارسين في المقرأة القرآنية والإليكترونية والهاتفية، والأجهزة الذكية مثل (اتلوها صح).
* من المعروف أن الجمعية ليست لها ميزانية ثابتة ولكن هنالك عدة مصادر لتمويل مناشطها هلاّ كشفتم عن أبرز مصادر الدخل للجمعية ؟ وهل هي كافية لتسيير عملها؟
- من أهم مصادر تمويل خيركم التركيز على إيجاد أوقاف لتغطية ميزانية الجمعية وكذلك دعم ولاة الأمر - حفظهم الله - ومن المحسنين، ولكن هذا الدخل غير كافٍ لأن الأوقاف تمثل 20% فقط، ولكن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد تقوم بدعم الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم ورعايتها، وذلك عبر الإدارة العامة للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، والتي أنشأت الصندوق الخيري للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم وهو يتلقى تبرعات المحسنين عبر حسابه البنكي، كما تقوم الوزارة بدعم أوقاف الجمعيات لزيادة الموارد المالية ولا يزال منسوبو الجمعيات الخيرية يرغبون في زيادة الدعم السنوي المقدم للجمعيات، نظراً لتوسع نشاطها ولمواجهة احتياجاتها الضرورية ولسعودة وظائفها.
وتعمل «خيركم» جاهدة لمواكبة التوسع الذي تشهده محافظة جدة، وذلك عبر فتح حلقات ومدارس قرآنية جديدة، وتفعيل برامج خدمة المجتمع، وتعمل في الوقت نفسه في تطوير والرقي بمستوى خدماتها المقدمة وذلك بتأهيل وتطوير المعلمين والإداريين بالدورات التأهيلية، والرقي بالنواحي الإدارية والتقنية؛ تحقيقاً لرسالتها، ولكن بلا شك أن هذا التوسع يحتاج لدعم كبير، والجمعية في أمسّ الحاجة إلى زيادة الدعم، وهذا ما أكده المدير العام للإدارة العامة للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم فضيلة الشيخ عبد الله بن صالح آل الشيخ في صحيفة الجزيرة (14575) بتاريخ 6 شوال 1433هـ «الجمعيات القرآنية في أمسّ الحاجة إلى الدعم المالي والمعنوي لتغطية نفقاتها».
* ألا ترون أنّ الاتهامات والأباطيل التي تحاك ضد الجمعيات القرآنية أسهمت في عزوف الناشئة عن الالتحاق بالحلقات القرآنية؟
- نحمد الله عزّ وجلّ في خيركم كلما حيكت بعض الاتهامات والأباطيل ازداد عدد منسوبي الجمعية من الكبار رجال ونساء والطلاب بنين وبنات، كما ازدادت إنتاجية خيركم وعدد الحفظة سنوياً، لأنّ ثقة ودعم ولاة الأمر حفظهم الله في هذه الجمعيات وإشراف ورعاية وزارة الشؤون الإسلامية لجمعيات التحفيظ وبرامجها والنتائج المشرفة لجمعيات التحفيظ في نشر وتعليم كتاب الله الكريم، ودورها التربوي في تربية وتنشئة الأبناء والبنات في المجتمع على الخلق الفاضل والسلوك القويم، خير شاهد على إيجابيتها وفائدتها في المجتمع؛ ويؤكد ذلك نسبة النمو السنوي المتزايد للتسجيل في الجمعية والذي يتجاوز 16% سنوياً، وهي نسبة تفوق النمو السكاني للمملكة الذي يتراوح بين 3.5 - 4% سنوياً، ولولا هذه الثقة من كافة شرائح المجتمع والنتائج الملموسة لدور الجمعية التربوي الهادف، لما كان الإقبال والنمو بهذا الشكل، تقوم خيركم أيضاً بجهود تربوية وفكرية لتقويم وتحصين أبنائها وبناتها حفاظ القرآن الكريم، وتربيهم على لزوم الجماعة والعمل يداً واحدة لبناء المجتمع وعمارة الأرض، منطلقين في ذلك من النداء الرباني لعباده المؤمنين {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُم} (59) سورة النساء.
والنتائج على المستوى التربوي والتعليمي تشهد بأهمية دور جمعيات القرآن الكريم في المجتمع، فقد نشرت دراسة علمية قامت بها وزارة التربية والتعليم حصيلتها أنّ 85% من الطلبة المتفوقين دراسياً هم من الدارسين في حلقات ومدارس تحفيظ القرآن الكريم، بل إنّ هنالك دراسات أمنية أثبتت أنّ الأحياء التي بها حلقات تحفيظ أكثر أمناً من غيرها.. إنّ مخرجات جمعيات تحفيظ القرآن الكريم ولله الحمد حفاظ بررة بهذا الوطن المعطاء يتخذون الوسطية والاعتدال منهجاً وطريقاً .. يخدمون وطنهم في جميع الميادين.
* هل تقومون بصرف عمولات لمن يحضر دعماً مالياً للجمعية ؟
- أعضاء مجلس الإدارة وقياديو الجمعية ومن يطلب منهم الشفاعة الحسنة لا تصرف لهم عمولات للدعم المادي، ولكن خيركم تشجع كل من يدعم البرامج القرآنية، وهنالك نظام مالي شفاف لتحفيز من يساهم في دعم الجمعية مالياً أو عينياً.. وهنالك كثير من يفعل ذلك تطوعاً ورغبة في الأجر والثواب، وكل هذه العمليات المالية تخضع لضبط مالي وإداري دقيق وشفاف، حيث قامت خيركم بتعيين مكتب محاسب قانوني معروف بمراجعة الحسابات السنوية، بالإضافة إلى تعيين محاسب داخلي لمراجعة المصروفات والقرارات الإدارية، ومؤخراً تم إنشاء لجنة استشارية مالية تضم نخبة من المستشارين الماليين، كذلك يتم إرسال الميزانية السنوية للجمعية للوزارة للتدقيق وللمراجعة.
* ما السبل الكفيلة التي ترونها لإيجاد موارد مالية ثابتة للجمعيات الخيرية في المجتمع ؟
- زيادة الأوقاف بحيث لا تقل نسبتها للميزانية السنوية عن 75% وذلك يتطلب تضافر جهود المؤسسات الحكومية والأهلية .. للاهتمام بالأوقاف ورعايتها ودعمها.
* هل من دور تقدمه الجمعية للمرأة في المجتمع؟
- يوجد في خيركم قسم نسائي نشط لا تقتصر أعماله على الإشراف على المدارس والحلقات النسائية بالمساجد والتي بلغت (168) داراً ومسجداً، تعليمياً وإدارياً، ومالياً، وتربوياً واجتماعياً، بل استشعر القسم المسؤولية الاجتماعية تجاه المجتمع، فينفذ القسم برنامج (مجتمع بلا أمية)، حيث يرعى القسم منذ نشأته الأميات بفصول خاصة بهن في جميع الدور وحلقات المساجد، بهدف القضاء على الأمية الأبجدية، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم.
ويشرف على رعاية السجينات في (دار التوبة) لتحفيظ النزيلات القرآن الكريم وتعليمهن وتوجيههن ليصبحن عضوات صالحات.. وفي مركز الإيواء، والمريضات في مستشفى الملك فهد لاستثمار أوقات المريضات، فيما يفيد، كما تنتشر خدمات القسم النسائي في جميع أنحاء محافظة جدة، مثل مستشفى الملك فهد لاستثمار أوقات المريضات فيما يفيد، وفي مراكز الإيواء وغيرها، كما يقوم بتقديم خدمات خاصة لغير الناطقات باللغة العربية عن طريق افتتاح مدارس أو توفير فصول لتعليمهن القرآن واللغة العربية. وتقدم المدارس خدمات لذوي الاحتياجات الخاصة.
وهنالك رعاية طلابية شاملة وذلك عن طريق توفير وجبه للأطفال، والكتب الدراسية، والزي للأحياء الفقيرة.
* ما الجديد لديكم ولم يعلن بعد؟
- العمل الميداني في خدمة القرآن الكريم شرف كبير، فهو متجدد ويولد الكثير من الاحتياجات والأفكار الجديدة ، بعد أن حصلت خيرُكم بفضل الله سبحانه وتعالى على جائزة أفضلِ جمعيةٍ في العالم.. كانت أمام تحديٍّ كبير أن تواصل التميّز، إن شاء الله سوف تطبق خيركم هذا العام هيكلة عامة وتخطيطا استراتيجيا جديدا يحمل طموحاتها ويحقق رسالتها «تحقق الخيرية من خلال ربط فئات المجتمع بالقرآن الكريم وتوفير بيئة تربوية جاذبة، تشجع الإبداع والمبادرات، باستخدام أحدث التقنيات واستثمار الكوادر المتميزة»، وحتى تصبح خيركم رائدة في جميع أعمالها والمبدعة في برامجها، وتخاطب جميع فئات المجتمع، بحيث يشعر بدورها الجميع، ومن أهداف التخطيط الاستراتيجي الجديد بناء محاضن تربوية متنوعة تكون جاذبة وآمنة، تحتوي المتميزين وترتقي بالمتربين وإشراك المجتمع في تعظيم القرآن وتبني رسالة خيركم في بناء شراكات استراتيجية فاعلة لخدمة الأهداف والتوجهات وتطوير نظم الجودة الشاملة، وتأمين بنية تقنية متطورة للجمعية.