ربما لهول الفاجعة وصدمة فقده لم استطع أن اكتب أكثر من دعائي له في قلبي باستمرار وعزائي لنفسي ولأهله بفقده، ولكنني تذكرته مباشرةً مع هطول الأمطار واستبشار الصحراء للمطر فكأنني رأيت ابتسامته تعانق ابتسامه الأرض للسماء وزغردة عصافيرها وفرح كل كائن حي على هذه البسيطة... كيف لا وهو محب الصحراء وعاشق الوطن بل عاشق كل أوطان العرب وكاتب همها في باديتها وحاضرها فهو يحمل همهما الأدبي والسياسي والتاريخي ونذر عقود من عمره للأمة فهو من القوميين الأوائل لسياستها ومن مؤسسي أدبها وشعرها الحديث وكاتب تاريخها ومؤرشفة بل ومرجع لدوره، اعرف أن القليل لدي من ما عمله لا يتسع المكان لذكره فدائماً يُذكر رواد كل تخصص ومآثرهم في تخصصهم فكيف بشخصه رحمه الله وهو متعدد التخصصات كما ذكرت آنفاً.
عوداً على ذي بدء كان رحمه الله كثيراً ما يرافقنا في طلعة البر السنوية وكنت ممن أتسمر أمام حديثه المسائي وغزارة ذاكرته مما أضاف لي الكثير فهو يحمل غزارة المعرفة وملاكة الرواية لتنهل من حديثه ومعلوماته وأنت مستمتع وبشكل يصل لك وتحفظه مباشرةً كما هي مقالاته في الصحف والتي كانت تلامس الصغير والكبير كما كان صديقاً للصغير والكبير.
رحم الله سليمان الفليح.