جلس بجوار الجدار باكياً والناس بجواره تواسيه عليه العوض ومنه العوض.. يا رب اللهم لا راد لقضائك.
أحس بصدره ينتفض ويضغط على قلبه وهو في عالم آخر حمله الناس وجاءت سيارة الإسعاف حملته عينه مفتوحة نظر حوله لم يجد غير أشباح بيضاء.
وضعوا على وجهه جهاز الحياة ضخ في صدره بعض الهواء هواء بارد لكنه كفيل بعد إرادة الله أن يمنحه أملا في الحياة
تسأل بينه وبين نفسه.. لماذا أعيش وكل شيء ضاع البيت وحبيبته وطفلاه تحت ركامه ولم يستطع المنقذون إخراجهم كيف تكون الحياة بدونهم خمس عشرة سنة منهم خمس مع أطفاله رآهم يكبرون أمامه تذكر ضحكهم وبكاءهم.
تذكر قلوبهم وألسنتهم: بب بب بابا.
سمعها منهما وكأنه يستمع لأغنية لمطربة المفضل.
تذكر رجال الإطفاء وهم يخرجون من بين الأنقاض ملابسهم.
نعم إنها هي.
هذه ملابس العيد الذي كان قادم أراد أن ينزع عن نفسه جهاز الحياة.
والأشباح البيضاء حوله يمنعونه أداروا رأسه لليمين حتى يستطيع التنفس.. رأى السماء في الخارج.
وجد فيه سحاب تخيل أنها صورة أولاده يظهر بوضوح فيها وجه ابنه الأكبر عبد الله يبتسم ابتسامة بيضاء كقلبه وصل للمستشفى محمولا.
أدخلوه من الباب وإلى غرفة الطوارئ سمع هرج ومرج كان القادم أجمل وجه رآه في حياته، وكان الله بهما رحيما.