مَرَّ هَذَا الطِّفْلُ
فَوْقَ خَيْل ٍعَابرَة
مَرَّ كَالرِّيْح يَهْتِفُ
يَالِهَذِي البيْدُ
كَمْ تُعَاقِرُهَا النُّفُوسُ المُتْعَبَة
كَمْ تَوَالَى بَيْنَ أحْشَائهَا لُغَةٌ
وَكَمْ ألِفَتْهَا العُيُونُ الحائرَة
هَذِهِ الرَّمْلُ لَيْسَتْ
كالحَكَايَا البَالَيَة
إنَّهَا التِّبْرُ المُعَتَّقُ
في دُثُور البَاسِقَات المُقْمِرَة
مَرَّ هَذَا الطِّفْلُ
وَعَيْنِي لَمْ تَزَلْ تَرْسُمُ
كَيْفَ أبْصِرُ تَاريْخَ المَدَائنِ ِ
كَيْفَ ألْمَحُ بَعْضَ العُصُور
كَيْفَ يَنْتَابُنِي الشَّجَنُ المُبَعْثَرُ
والحُرُوْفُ الآسِرَة
يَا لِهَذَا الطِّفْل لَيْسَ مِثْلِي
بَيْنَ هَذا الرَّمْل
وأغْصَان اليَاسَمِيْن
كُلَّمَا أطْبَقَ بَعْضَ حَرْف ٍ
هَزَّهُ الشَّوْقُ...... لِلْصَّهِيل العَادِيَة
إنَّهَا الخَيْلُ في سِفْر ِ الباقِيَات ِ
والصَّبَايَا تَعْشَقُ اللّحْنَ الّذي عَزَفَتْهُ السَّنَابلْ
كَانَ يَذْبُلُ في خُشُوع
حِيْنَ تَأوينَا المَهَاجِعُ والنُّجُومْ
كَانَ بَْعْضُ الهَمْس ِ يُنْشِدُنَا والقَمَرْ
كَانَ ذَاكَ الطِّفْلُ....... مَازِلْتُ أذْكُرُهُ
يَرْسُمُ الخَيْلَ الطَّائرَة
يَكْتُبُ في آخِر السَّطْر ِ حَرْفاً.... يُشْبهُ الدَائرَة