إشارة لما نشرته «الجزيرة» بتاريخ 28-2-1435هـ تحت عنوان «مجمع طب أسنان في عنيزة طال انتظاره ست سنوات يا معالي الوزير»، تحدث فيه كاتبه عما قرأه بجريدة الجزيرة يوم 15-2 بعنوان القطاع الصحي بعنيزة يزيد معاناة مراجعي طوارئ مستشفى الملك سعود، وقال نحن في محافظة عنيزة نعاني من عدم اهتمام مديرية الشؤون الصحية بمنطقة القصيم في تقديم الخدمة لنا كمواطنين عند مراجعتنا لعيادات الأسنان في مراكز الرعاية الصحية الأولية، مما يضطرنا إلى اللجوء إلى المستوصفات الأهلية لطب الأسنان والتي أهلكتنا بأسعارها الغالية، ومن ثم أشار إلى تصريح سابق لمدير العلاقات العامة بالشئون الصحية عن أنه سيتم استحداث مجمع لطب الأسنان بمحافظة عنيزة وقد مضى أكثر من خمس سنوات دون أن يتحقق أو ينفذ هذا الوعد وأخيراً يوجه الكاتب رجاء لمعالي وزير الصحة لتحقيق استحداث مجمع الأسنان.
حقيقة أن طب الأسنان كما يبدو أنه عصي الدمع صعب المنال عسير توفره في بعض مناطق المملكة إن لم يكن بكل المناطق والمحافظات، فلا أدري أهو أن السبب ندرة أطباء الأسنان في العالم، أم أنه عدم مبالاة من لدن مسؤولي وزارة الصحية بصحة الفم، لأنه وحسب احصائيات اطلعت عليها اتضح أن أكثر من 50% من مراكز الرعاية الصحية الأولية خالية من أطباء الأسنان ومعداتها وأن الوزارة وفي سنوات مضت يبدو أنها أحست بهذا وعاجزة عن توفير أطباء أسنان لكل المراكز، فعمدت إلى تغطية هذا العجز باستحداث مراكز لطب الأسنان وسحبت البعض من أطباء الأسنان من بعض مراكز الرعاية الصحية ليعملوا بتلك المراكز، ولكنها حقيقة تعتبر خطوة غير موفقة لأن هذا المركز المستحدث لا يكاد يغطي حاجة مرضى الأسنان في الحي الذي استحدث فيه المركز، علماً أن نصف أمراض الناس تتمثل بالأسنان يكفي كدليل على ذلك ما يتردد في الصحف ومن خلال مؤتمرات طب الأسنان التي تعقد مراراً وتكراراً أن نسبة تسوس أسنان الأطفال تصل إلى 95% ناهيك عن الالتهابات والجير والخلع والتركيب، إضافة إلى ما لدى الآباء والأمهات من أمراض الأسنان بصفة عامة، هنا يبدو السؤال كيف يمكننا أن نصحح الأفواه من تلك الأمراض بالطبع لنجعل الأفواه صحية مستحيل ما لم نهتم فعلا بصحة أسنان أطفال اليوم رجال الغد قبل الغد، وليتم ذلك فلابد لنا من انتهاج طريقتين الأولى التوسع بالقبول بكليات طب الأسنان في الجامعات بنسبة لا تقل عن 300% مما تقبله أي من الجامعات في العام الدراسي الواحد، وليتم ذلك يجب التخفيف من شروط القبول ونحرص على احتضان من يهوى تلك المهنة خاصة بغض النظر عن محصوله من الدرجات، والثانية استحداث معاهد لتخرج فنيي وفنيات أسنان يكون تخصصهم كيفية إزالة التسوس والجير من الأسنان، وحتى لا نقول إن المعاهد من اختصاصات التعليم العالي فلنستبدلها بدورات مكثفة مهما طال أمدها، ويعطى الدارسون شهادات دورة تؤهلهم للمواصلة في المعاهد الصحية فيما بعد، وخلال سنوات خمس سيكون بكل مركز ما لا يقل عن طبيب أسنان مع أربعة من فنيي وفنيات الأسنان، وبغير تلك الطريقة لا يمكن أن يكون أطفالنا صحيحي الأفواه، وصحة الفم لا شك تقع على رأس صحة جسم الإنسان أي إنسان.