كلما أقرا للقعدة من الثوار في بلاد الخليج، الذين يناضلون من وراء الكي بورد، وهم يشربون حليبا رقراقا بالزنجبيل، أو كأس عصير طازج، مع قطعة كيك فاخرة، أتذكر المناضل الثوري، المصري، وائل غنيم، فهو يمثل أسطورة سيكتب عنها الكثير، وتتحدث عنها الأجيال، وذلك عندما تنشر ملفات، ووثائق ربيعنا العربي المبارك، وربما يكون ذلك بعد عدة عقود، أو أكثر، فهذا الشاب الذي يكثر من البكاء، بمناسبة، وبدونها، يعتبر مناضلا من طراز فاخر، بل إن شئت الدقة، فهو سيد مناضلي الكي بورد العرب، التي كانت عوضا عن سيف ابن الأشعث، وغيره من مناضلي الأزمنة الغابرة!
فجأة، ودون سابق إنذار، ضجت وسائل الإعلام الكبرى، بما فيها وسائل إعلام العالم الحر!!، بزعامة قناة السي إن إن العتيدة، ومراسلتها أروى ديمون، بسيرة هذا البطل، بل إنهم نصبوه زعيما لثورة ميدان التحرير الكبرى، وذلك في عام 2011، وذلك عندما كانت القناة إياها تنقل أحداث الثورة المصرية بدقة متناهية!!، وكانت كاميرات تلك القناة تروغ، بلا قصد طبعا، عن القرضاوي، وعن تابعيه في ميدان التحرير، أمثال صفوت حجازي، وعصام العريان، فكل التركيز كان منصبا على هذا الشاب الأسطورة، وائل غنيم، الذي ترك نعيم الحياة، وزخرفها، كموظف محترم في شركة قوقل، وجاء فوق هامات أسياد النضال في قاهرة المعز، وأصبح قائدهم، بل ورضي كبار المناضلين، خصوصا زعامات تنظيم الإخوان أن يكونوا جنودا مخلصين في كتيبة المناضل الأكبر، وائل غنيم!
بعد تنحي الزعيم حسني مبارك عن الحكم في ظروف شديدة الغموض، اختفى المناضل الأكبر، وائل غنيم، واختلفت الروايات بشأنه، فمن قائل إنه قام بواجبه، وآثر الإنزواء، تأسيا بعظماء التاريخ، من شاكلة مؤسس سنغافورة الحديثة، وعبدالرحمن سوار الذهب، ومانديلا، ومن قائل إنه عرج به إلى مكان غير معلوم، ولأسباب لا يعرفها إلا القلة من منظري ثورات العرب الكبرى، وهناك من يؤكد أنه تم إخفاؤه في سرداب، في مكان قصي، وأنه، والله أعلم، سيخرج من سردابه بعد إعلان الخلافة رسميا، في قاهرة المعز، وذلك ليبارك لخليفة المسلمين، ومن ثم يعود أدراجه إلى السرداب، أو إلى معقل شركة قوقل، حسب ما تقتضيه الظروف في حينه، وعلى أي حال، فإننا في أشد الشوق لظهور سيد مناضلي العصور المتأخرة، السيد الأسطوري، وائل غنيم، فمتى يا ترى سيكون ذلك؟!