دمشق - حلب - عواصم - وكالات:
تمكن عناصر الجيش الحر أمس الأربعاء من طرد ما يسمى (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام) (داعش)، وذلك بعد ستة أيام من معارك عنيفة بين الطرفين، انسحب على إثرها أمس عناصر (داعش من آخر مقارهم).
وباتت مدينة حلب في شمال سوريا (شبه خالية) أمس إلا من عناصر الجيش الحر الذين انتشروا في شوارعها.
وتأتي هذه التطورات غداة إعلان ما يسمى (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام) (داعش) حرباً مفتوحة على مقاتلي المعارضة السورية.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مقاتلي المعارضة سيطروا مساء أمس الأربعاء على مقر غير رئيسي للدولة الإسلامية في مدينة الرقة (شمال) التي تعد أبرز معاقلها في سوريا.
وقال المرصد في بريد إلكتروني (انسحبت (داعش) من حي الإنذارات عقب اشتباكات مع مقاتلي كتائب إسلامية مقاتلة والكتائب المقاتلة).
وأوضح المرصد أنه تم تسليم مبنى البريد للمقاتلين، وبذلك أصبحت مدينة حلب شبه خالية من عناصر (داعش).
وأدت الاشتباكات إلى سقوط عشرة قتلى من المقاتلين المعارضين وعدد غير محدد من الخسائر في صفوف الدولة الإسلامية بحسب المرصد.
وسيطر مقاتلي المعارضة على المقر الرئيسي لعناصر الدولة الإسلامية وهو مستشفى الأطفال في حي قاضي عسكر.
وأشار المرصد إلى العثور في المقر على (42 جثة بينهم خمسة نشطاء على الأقل وما لا يقل عن 21 مقاتلا من كتائب مقاتلة عدة)، مؤكداً أن تنظيم (داعش) أعدمتهم في مقرها الرئيسي السابق في مشفى الأطفال).
وفي ريف حلب استمرت اشتباكات بين (داعش) ومقاتلي المعارضة في مدينة الباب (شرق) وبلدتي عندنان وحريتان (شرق) بحسب المرصد.
وأشار المرصد إلى أن جبهة النصرة التي تعد بمثابة الذراع الرسمية لتنظيم القاعدة في سوريا تشارك في بعض هذه المواجهات إلى جانب مقاتلي المعارضة لاسيما في مدينة الرقة (شمال) في حين تبقى على الحياد في غالبية المناطق الأخرى.
سياسياً أفاد مصدر رسمي في باريس أن وزراء 11 دولة من مجموعة (أصدقاء سوريا) أبرزها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والمملكة العربية السعودية سيعقدون الأحد القادم في باريس اجتماعاً مع الائتلاف السوري قبل أيام من الموعد المقرر لمؤتمر دولي في سويسرا لحل الأزمة.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في حديث نشرته صحيفة لوباريزيان أمس الأربعاء أن أردنا تلافي (الرئيس السوري بشار) الأسد من جهة والقاعدة من جهة أخرى ومواجهة المتطرفين مع كل التبعات المريعة على المنطقة يجب دعم المعارضة المعتدلة.
ويأتي هذا الإعلان فيما أرجأ الائتلاف اتخاذ قرار نهائي حول المشاركة في هذا المؤتمر الذي يبدأ في مدينة مونترو في 22 يناير.
وبعد أكثر من يومين من النقاشات الحادة في اسطنبول قررت الهيئة العامة للائتلاف تعليق المداولات وعقد اجتماع جديد في 17 يناير قبل أيام من المؤتمر الذي اصطلح على تسميته (جنيف2).
وتواجه المعارضة انقساماً حول المشاركة مع الرفض القاطع للمجلس الوطني السوري -أحد أبرز مكونات الائتلاف- لهذه المشاركة.
وسبق للائتلاف أن أبدى استعداداً مبدئياً للمشاركة بشرط ضمان ألا يكون للرئيس بشار الأسد أي دور في المرحلة الانتقالية وهو ما ترفضه دمشق.