الدمام - حسن العمري:
يعد ساحل العقير ذو الشاطئ الرملي الطويل بأشكاله المتعرجة، الذي يعطي شكلاً طبيعياً وجميلاً يضيق ويتسع في بعض المناطق، ويبلغ عمق الماء فيه ? أمتار تقريبا مما يعطي إمكانيات بصرية مختلفة، من أهم المناطق الأثرية التي لها اسمها الضارب في التاريخ.
وقد كان يمثل قبل النفط الميناء الرئيسي للأحساء وللمناطق الداخلية من الجزيرة العربية، ووسيلة الاتصال بالعالم الخارجي لما وراء البحار «الهند والصين»، وسوقاً مهما ورئيسيا من الأسواق التجارية القديمة المطلة على الخليج من الناحية الغربية في فترة ما قبل الإسلام حيث ذكر بعض المؤرخين أنه يلتقي فيه عدد كبير من تجار الأقاليم والأقطار المجاورة، وتعرض فيه ألوان شتى من محاصيل بلاد العرب ومنتجات البلاد الأجنبية، كما شهد أحداثا هامة في عهد المؤسس الملك عبد العزيز..
وقد أولت حكومة خادم الحرمين الشريفين اهتماماً كبيراً في استغلال هذه المنطقة البكر، حيث وجه الملك عبدالله بن عبدالعزيز، - حفظه الله - باستكمال إجراءات تأسيس شركة تطوير العقير، وفي 10 سبتمبر 2013م، تم توقيع عقد تأسيس الشركة برأسمال يبلغ مليارين و(710) ملايين ريال.
ويشمل المشروع على مناطق شواطئ، ومواقع أثرية، ومواقع تراث عمراني، ومرافق سياحة وإيواء فندقي ومنازل ووحدات سكنية، ومراكز تجارية تضم مكاتب ومتاجر البيع بالتجزئة، ومراكز وبرامج الترفيه ومرافق رياضية ومرافق تعليمية، ومراكز عناية صحية، وخدمات منتزهات، وكل ما يلزم ذلك من بنية أساسية، كما سيتضمن التطوير الفعاليات والأنشطة التي من الممكن إقامتها ضمن هذه الوجهة، كجزء مكمل للمشاريع الاستثمارية بحيث يتنوع المنتج، وتطيل مدة إقامة الزائر وإنفاقه، وتحد من أثر الموسمية، بالإضافة إلى كونها من عناصر البرنامج التي ستتيح فرص عمل للعديد من المجتمعات المحلية في المدن والقرى والهجر المجاورة.
وسيعمل المشروع على توطين السياحة الداخلية كأول وجهة سياحية تساهم الدولة فيها، وسيخدم المشروع المواطنين والمقيمين بالمنطقة الشرقية والرياض ومناطق المملكة والزائرين من دول الخليج العربي والمتوقع أن يصل عددهم إلى 13.3 مليون زائر.
ويتوقع أن تبلغ استثمارات شركة تطوير العقير 17 مليار ريال سعودي، فيما سيكون إجمالي الاستثمار العام في وجهة العقير متجاوزاً لمبلغ 34 مليار ريال.
وبناء على دراسات الأسواق السياحية في المملكة وتوقعات النمو في الأسواق المستهدفة سيتم تطوير المشروع بأكمله على ثلاث مراحل عشرية، لكن من المتوقع أن يكون الشاطئ مبدئياً قادراً على استقبال السياح ابتداء من عام 1437هـ (2016م).