سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة وفَّقه الله
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته..
فقد اطلعت على مقال الأستاذ سلمان بن محمد العُمري (لا يأس مع الحياة) في جريدة الجزيرة يوم الجمعة 2-3-1435هـ.
وقد أثرى الكاتب المقال بالنصوص الشرعية والقصص الواقعية التي تحث على التفاؤل والعمل مهما مرَّ على الإنسان من أزمات أو مصائب أو محن.
وهذا من نعم الله على عبده المؤمن رضا بقدر الله.
فالحياة لا تدوم على حال، وقال تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} (2) سورة الملك. فجعل الحياة والممات محل الاختبار، وعنوان الاختبار ومادته العمل، والتنافس في الأحسن بدرجاته.
فلا تنتهي الحياة بفقد حبيب أو ضياع مال أو مرض أو حرب، بل المؤمن يوطّن نفسه على التعامل مع أقدار الله بالصبر والشكر.
بعكس بعض أهل الديانات المخالفة للدين الحق التي تكثر فيها نسبة الانتحار جزعاً وخوفاً من مصائب الدنيا ويأساً من أحوالها ومآلها.
فلله در هذا الدين الحق الذي يدعو للالتزام بحسن العمل مع شدة الابتلاء ونار الفتن تظهر الذهب النقي من صدأ الحديد.
فعادة يندرج تحت مفهوم الصبر العظيم السلبية والانقطاع عن الحياة والاكتفاء بالاحتساب والانكفاء على الذات لوماً وتقريعاً وهذا ما لم يفهمه علماء السلف والخلف.
بل الصبر مادة العمل والانطلاق بروح جديدة تشحذ الهمم وتراوح الخطى وتحاسبها على ما فات وتتعلّم من الدروس وتدفع اليأس وتستجلب النجاح وتشهد مظان الفوز الكبير، قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}.
ومعيته جلَّ جلاله تعني توفيقه وحفظه ونصره وهدايته لعباده المؤمنين العاملين.
ومتى ما استقرت في النفوس الصابرة التوثّب والإقدام فلن يقف أمام انطلاقتها المباركة لعمارة الأرض وتجديد الحياة يأس ولا قنوط، بل تندفع بروح من الله للعمل في ميادين الحياة راضية بفضله تبتغي الأجر الجزيل من رب شكور صبور حليم.
والحمد لله رب العالمين.
وكل الشكر لجريدتنا الموقّرة.
وبالله التوفيق.