كشفت بعثة الآثار المصرية الأمريكية عن مقبرة الملك «سوبك حتب الأول»، والتي يعود تاريخها إلى أكثر من 3500 عام، ويرجح الآثاريون أن يكون أول من تولى حكم مصر في بداية الأسرة 13، أي عصر الانتقال الثاني الفرعوني. وذكرت وزارة الآثار المصرية، أن الكشف جاء عندما كانت تقوم البعثة بأعمال التنقيب الأولى في جنوب مدينة أبيدوس بمحافظة سوهاج في صعيد البلاد، حيث كانت الخيوط الأولى للكشف قد بدأت تتضح حينما تم العثور على تابوت ضخم من الكوارتزيت يزن 60 طنا في عام 2013 ، إلى أن تم العثور أخيرا على كسرات للوحة منقوشة تحمل اسم الملك وتصوره جالساً على العرش، فضلا عن العثور على كسرات لأواني كانوبية تخص الملك والتي كان يحفظ بداخلها الأعضاء الداخلية لجسد المتوفى، بالإضافة إلى اكتشاف عدد من العناصر المذهبة لمتاعه الجنائزي. وقال علي الأصفر، رئيس قطاع الآثار المصرية، إن المقبرة المكتشفة مصممة على الشكل الهرمي، كما أنها تتشابه مع أحد الأهرامات المعروفة والتي تخص «أمني كماو» أحد ملوك مصر في بدايات عصر الأسرة 13 والموجودة بمنطقة دهشور الأثرية، لافتا إلى أن المقبرة مشيدة من الداخل من كتل حجرية ضخمة مستخرجة من محاجر طره، بينما غرفة الدفن مبنية من حجر الكوارتزيت الأحمر الذي تم نقله من الجبل الأحمر بالقرب من القاهرة إلى أبيدوس. ووصف أيمن الضمراني، الأثاري المرافق للبعثة، الكشف بأنه أحد الاكتشافات الهامة في الفترة الأخيرة، حيث لم يعثر لصاحب المقبرة على أي آثار تذكر إلا النزر القليل، منها الإشارة إلى اسمه على أحد الجدران الأثرية بأبيدوس وما ورد في بردية تورين بإيطاليا يشير إلى أنه تولى حكم مصر لمدة 4 سنوات ونصف، وتعد أطول فترة حكم في ذلك العصر، ما يعكس أهمية الكشف عن مقبرته لما تحتويه من نقوش قد تساهم في التعرف على المزيد من التفاصيل الخاصة بحياته وفترة حكمه. وتابع جوزيف واجنر، رئيس البعثة المشتركة، أن أعمال الحفائر لا تزال مستمرة حيث أن الكشف يحتاج إلى المزيد من الدراسات والاكتشافات بحثا عن المزيد من التفاصيل الحياتية لهذه الحقبة التاريخية الهامة من التاريخ المصري القديم والتي تفتقر للكثير من المعلومات الأثرية.